د. أحمد الفراج
قبل أيام، غرد وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، السيد أنور قرقاش، بأربع تغريدات في غاية الأهمية، وربما تكون حداً فاصلاً في الأزمة القطرية، ففي الوقت الذي استمر التخبط والتناقض القطري، واستمر التردد والتلكؤ في اتخاذ موقف صريح من قبل بعض الدول الأوروبية، فيما يتعلق بقرار المقاطعة، ودعم قطر للإرهاب، جاءت تغريدات قرقاش لترسل رسالة واضحة وصريحة للغرب، مفادها أن دول الرباعية لا تنوي التنازل والرضوخ لأي ضغط أو وساطة، ما لم يرعو حكام قطر، ويخضعوا لشروط المملكة وحلفائها، وسبق ذلك تصريحات لوزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، الذي قال: إن دول الرباعية لا تنوي التنازل عن أي من شروطها، وأنها ليست في عجلة من أمرها، ولا مشكلة لديها في ذلك مهما طال أمد الأزمة، وهو رد مباشر على قطر ومن يدعمها، والذين يعتقدون أن عامل الوقت سيكون في صالحهم.
السيد قرقاش، قال في تغريدته الأولى إنه: « طالما أن أمد الأزمة مع قطر قد طال، فيتوجب النظر إلى ذلك على أنه إعادة تشكيل للتحالفات الخليجية، بديلاً للتحالفات القديمة «، وهو ما فهمه المراقبون على أن هناك توجها لإعادة تشكيل مجلس التعاون الخليجي، ليضم دول المقاطعة (المملكة والإمارات والبحرين) والكويت، وعمان في حال رغبت بذلك، كما فهمه آخرون على أنه قد يعني بناء تحالف جديد، يضم دول الرباعية، إضافة إلى بعض الدول الأخرى، التي تساندها في قرار مقاطعة قطر، ولكن المؤكد أن التغريدة فهم منها إمكانية إبعاد قطر عن تحالفات الخليج الجديدة، وأكدت ذلك التغريدة الثانية للسيد قرقاش، والذي قالت نصاً:» نستطيع أن نمضي قدما دون قطر، الإمارة المحافظة التي عفا عليها الزمن، والتي تروج لسياسات لا تطبقها هي ذاتها «، وهذه التغريدة، أو التصريح من سياسي بحجم قرقاش، لا تحتاج إلى المزيد من الشرح.
السيد قرقاش، أكد في تغريدته الثالثة، على: « أن من يقرأ تاريخ السياسات القطرية، خلال العشرين عاماً الماضية، يستنتج أنها ستستمر في عنادها وتخبطها وتناقضاتها، ولا تنوي العدول عن ذلك»، ثم أتبع ذلك بالتغريدة الرابعة، التي أكدت: «على أن دول الرباعية تنتهج سياسة مكافحة التطرف والإرهاب، وتعمل على تعزيز أمن واستقرار العالم العربي «، وكأنه أراد أن يقول لساسة العواصم الغربية المترددين في مواقفهم إننا ننتهج سياسات واضحة، ولا يمكن لنا أن نتسامح مع من ينتهج النقيض لها، مثل قطر، التي تدعم كيانات التطرف والإرهاب، على امتداد العالم العربي، وتدعم أفرادا من التكفيريين الذين يناصرون جماعات الإرهاب، مثل القاعدة وجبهة النصرة وداعش، ولعل تغريدات قرقاش، التي كتبها باللغة الإنجليزية، في دلالة على أنها موجهة للغرب، وقبلها تصريحات عادل الجبير، تكون وصلت لباريس ولندن وبون، وهي الدول التي تعاني من الإرهاب، وتتحدث عن ضرورة مكافحته، ثم تتخذ مواقف مرتبكة وهزيلة من قطر التي تدعم الإرهاب!