جاسر عبدالعزيز الجاسر
لم يتخفَّ خلف الأعباء والمشكلات التي يثيرها أتباع شياطين الإرهاب والفتن الطائفية من حكام قطر وملالي إيران والمليشيات الطائفية في اليمن من الحوثيين وجماعة حسن نصر الله وإرهابيي العوامية ويترك مجاهدي فلسطين يواجهون الإرهاب والتجاوزات الإسرائيلية وحدهم، فإلى جانب إدارته وحزمه في مواجهة أتباع الشياطين وإرهابيي الفتن الطائفية، انهمك ملك الحزم والعزم بهدوء ودون ضجيج كالذي يفعله رواد البهرجة الإعلامية في معالجة ترك الفلسطينيين وحدهم في مواجهة الإجرام الإسرائيلي، وبتوظيف موفق للحكمة والحزم واستثمار لمكانة المملكة العربية السعودية وظَّفَ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز علاقاته الدولية ومكانته الشخصية مجرياً العديد من الاتصالات بقادة الدول المؤثرة للضغط على حكومة الاحتلال الإسرائيلي لوقف انتهاكاتها وإلغاء ما فرضته من قيود بإعادة الوضع في القدس وفي حرم المسجد الأقصى إلى ما كان عليه.
الملك سلمان بن عبد العزيز في مباحثاته الهاتفية مع الدول المؤثرة والقادرة على الضغط على حكومة الاحتلال الإسرائيلي أوضح بكل حزم وبكثير من الوضوح والشفافية أن ما تثيره حكومة الاحتلال الإسرائيلي يشعل حرباً إسلامية يهودية، وأن المسلمين كافة لن يتركوا المحتلين الإسرائيليين ليعبثوا بمقدسات المسلمين وينفذوا مخططاتهم للاستيلاء على المسجد الأقصى بعد أن يفرضوا إرادتهم بحجة إحلال الأمن وبعدها يستطيعون تقسيم المسجد الأقصى بين المسلمين واليهود، مثلما فعلوا بالحرم الإبراهيمي في الخليل، وبعدها تتوالى الإجراءات والانتهاكات الإسرائيلية وصولاً إلى هدم المسجد الأقصى بحجة الحفاظ على سلامة من يقصدونه بعد أن يدمروا أساساته وما يقومون به من حفريات بعد أن يضمنوا عدم قدرة الفلسطينيين والمجتمع الدولي على مواجهتهم.
هذه المرة تصدى الفلسطينيون بشجاعة وبصلابة لخطط الإسرائيليين ووجد الفلسطينيون قائداً مسلماً وعربياً يدعم جهادهم ليس بإطلاق العنتريات و»بروبكندا الإعلام» وإثارة الضجيج دون فائدة، بل في إجراء محادثات هاتفية حازمة مع من يدعمون ويحمون الحكومة الإسرائيلية المتطرفة ويمنعون المجتمع الدولي من محاسبة الإسرائيليين الذين يعبثون بمقدسات المسلمين.
الملك سلمان بن عبد العزيز أوضح لمن يلزمه الأمر أن ما تفعله إسرائيل ينال من مليار ونصف مليار مسلم، وأن هؤلاء المسلمين لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام العبث الإسرائيلي بالتجاهل والصمت بل وحتى أمام التشجيع الغربي والشرقي على السواء ودعمهم للانتهاكات الإسرائيلية، ولن يحتاج الأمر من قادة المسلمين سوى الدعوة لمواجهة الحرب الدينية التي يشنها الإسرائيليون على المسلمين، وما لم يقم قادة الدول الغربية والشرقية المؤثرة وذات العلاقة الداعمة والمساندة لإسرائيل بواجبهم والضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف انتهاكاتها فإن قادة المسلمين وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز قادرون على القيام بواجبهم الإسلامي، وباقي القصة يعرفها الغرب والشرق ولا تحتاج إلى توضيح أكثر، وعليهم استعادة ما قام به الملك فيصل بن عبد العزيز - رحمه الله - بعد جريمة حرق المسجد الأقصى وغيرها من مواقف قادة المملكة العربية السعودية خُدَّام الحرمين الشريفين وأئمة المسلمين الحقيقيين.