لبنى الخميس
منذ أن ظهر ما يسمى بـ«السوشل ميديا» وتوسعت منصاتها مع مرور السنوات من فيس بوك إلى تويتر إلى انستغرام وأخيراً سناب شات ولد عند بعض المستخدمين هوس زيادة المتابعين وأخذ صورا وأشكالاً مختلفة منها أن «تهز جيبك» وتشتري متابعين ولايكات، أو أن تتحول إلى مهرج مثير للشفقة لإثارة الجدل، وبالتالي زيادة نسب المشاهدات، أو أن تأكل وتنام وتكون باقي ساعات يومك متواجدا وفعالا في تلك القنوات تنشر صوراً في انستغرام، وتكتب تغريدات في تويتر، وتبث فيديوهات على سناب شات، وتعلق على الأحداث والأشخاص ما استطعت سبيلا. أو أخيراً تقوم بمسابقات تحت ذريعة «تستاهلون يا متابعيني» بمناسبة دخول رمضان وبداية العيد واقتراب موسم العودة للمدارس وأحياناً بدون مناسبة، طمعاً في الانتشار والشهرة وزيادة تدفق قوافل المتابعين.
كثير من هؤلاء المعلنين واقعيون في فخ «الكمية» على حساب «النوعية» فلا يهمهم مستوى أو عمر أو قيم المتابعين الجدد، هل هم حقيقون أم وهميون؟، المهم أن يتدفقوا وبأرقام كبيرة على الحساب. لم يسألوا أنفسهم عن جدوى المحتوى الذي يقدمونه؟ وهل المتابعون الجدد معنيون به أما لا؟ فكل ما يعنيهم ويشبع غرورهم أنهم قادرون على شرائهم بمالهم، عن طريق مسابقة ميك اب أو دزينة ايفونات أو حزمة أموال تكون كالآتي: ارسل هذه «السنابة» لعشرة من متابعينك وستزيد فرص دخولك المسابقة الحلم وقد تكون الرابح سعيد الحظ، على حساب إزعاج وإحراج غيرك وإمطاره بسيل من السنابات التي تعرف جيداً بأنها لا تعنيه.. مما يروج لثقافة لا مبالية لا تحترم خصوصية الآخرين ممن لا ناقة لهم أو جمل في مطامعك في الفوز أو مساعي غيرك بالشهرة والانتشار. وإن تحققت الغاية بدأ مسلسل آخر وهو التفاخر والتباهي بتلك الأرقام وتقديم باقات الشكر والامتنان لتلك الجماهير الغفيرة «الفانز» الأوفياء.
لا عيب في التسويق لذاتك، ولا ضير في الإعلان عن المحتوى الذي تتعب لصناعته وتقديمه، لكن حين يتحول إلى قوالب رخيصة وأساليب مزعجة هنا يستدعي الموضوع وقفة توعية.. فالمتابعون في النهاية هم شواهد عليك، وناقلون لرسالتك ومشروعك في الحياة. ومنصات التواصل الاجتماعي اليوم تمنح الجميع فرصاً متكافئة وحصصاً متساوية لتقديم أنفسهم إلى العالم، ففي هاتفك المحمول وكالة أنباء متنقلة بكاميراتها الحديثة، ومعدات تحرير الكلمة والصورة والفيديو، وقنوات بثها المفتوحة على مدار الساعة. ليكون صناعة المحتوى المتميز واحتراف أساليب تقديمه ونشره بين العامة هو العلامة الفارقة والمعادلة الصعبة.
شكراً لكل مستخدم احترم متابعينه وكل متابع كان واعيا ومسؤولا بفكرة أن نشرحساب شخص هو أمانة ومسؤولية تعبر عن ذائقته فكره واختياراته.