«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
تزهو بلادنا هذا الصيف بأكثر من نشاط وفعالية ثقافية وترفيهية. تزهو وهي تمارس نشاطها الإنساني والحياتي والاجتماعي في ظل الأمن والاستقرار. وتقدم للمواطن والمقيم العديد من البرامج والفعاليات المختلفة التي ساعدت كثيراً على توجه المواطنين والمقيمين إلى المناطق التي تعرض هذه البرامج وتلك الفعاليات لمشاهدتها مباشرة وللاستمتاع بها. واحد معارفي من زملاء الدراسة هاتفني مستفسراً عن رقم هاتف أحد زملاء الدراسة من أهل الجنوب والذي كان يدرس معنا سابقاً.. إذا كان موجوداً لدي فهو يريد أن يلتقيه بعد عقود من الزمن. وبحكم زيارته لأبها لمشاهدة بعض العروض الترفيهية فيها وهو بصحبة بعض من أفراد أسرته. اعتذرت له بشدة مع مشاركتي له الرغبة ذاتها في الحصول على هاتفه. لكن قلت له ما يردده البعض: افتح فمك وتلقى أو عليك بموظف الهاتف. وقبل أن يودعني شعرت بأنني صدمته بشدة وأصبته بخيبة كبرى. نظراً لأنه كان يتصور وبحكم عملي الإعلامي ورجل علاقات سابق إنني احتفظ في أجندتي بدليل كامل لهواتف كل الزملاء والمعارف والأصدقاء. حاجة زميلي هذا لعنوان زميلنا القديم بمنطقة عسير. ذكرتي بتلك الكتيبات التي تعدها الجامعات والكليات في العديد من دول العالم لطلابها سنوياً والتي تضم صورهم وعناوينهم وبعض المعلومات المختصرة عنهم.. مما تتيح لهم المزيد من التواصل وتأكيد علاقات الزمالة على مر الأيام. بل كم ساهمت هذه الكتيبات «الكتالوجات» في تكوين شراكات تجارية بينهم وبين بعضهم، بل تروى حكايات إنسانية واجتماعية. وهناك من عاد إلى هذا الكتيب بعد سنوات عندما قرر أن يحتفل مع زوجته بعيد زواجهما الذهبي أن يدعو للمشاركة في الاحتفال زملاء الدراسة إذا كانوا على قيد الحياة خصوصاً أن الزوج بات من أصحاب الثروة والمشاهير في الولاية التي يقيم فيها. ومثل الكثير من أهل الغرب كان الزوجان يحتفظان بكتيب كليتهما. ولم يترددا إن كلفا إحدى حفيداتها بعملية الاتصال وتوجيه الدعوة مع الحجز لكل مدعو ومدعوة بالطائرة وتوفير الإقامة الفاخرة.. وما هي إلا أيام وجاء البعض من زملاء الدراسة والتي حولت احتفالية ذكرى الزواج الذهبية إلى حفلة لا تنسى. هذا، وفي الأحساء اعتاد خريجو المدرسة الأميرية القيام كل عام بعمل لقاء سنوي يجتمع فيه كل خريجي المدرسة الذين على قيد الحياة للاحتفال. كذلك يقوم خريجو جامعة الملك فهد بمثل هذه الاحتفالية السنوية.. بادرة طيبة تعزز العلاقاتوتعيد زملاء الماضي لأجواء الدراسة. وهم يتمتعون بصحة وعافية وشهرة خلال ما وصل بعضهم إلى مكانة كبيرة في الوطن. والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا لا تقوم جامعاتنا وكلياتنا ومعاهدنا بإعداد كتيب عن طلابها وطالباتها. وبالإمكان عدم نشر صور الطالبات في الكتيب. فسوف يكون لهذا الكتيب فائدة عظيمة في المستقبل فهو يعتبر سجلاً تاريخياً مفيداً.