جاسر عبدالعزيز الجاسر
الآن وبعد مرور أكثر من شهرين على مواجهة الدول الداعية لمواجهة الإرهاب، حكام قطر بضرورة وقف دعم ومساندة الإرهاب والإرهابيين واتخاذ خطوات عملية جادة وحقيقية ومن أهمها وقف منحها أماكن داعمة لقادة الإرهاب ومحرضيه ووقف الدعم الإعلامي والمادي، وبعد عجز كل الدول التي عرضت وساطتها بين الدول الداعية لمواجهة الإرهاب، ومحرضي الإرهاب، إذ لم تحقق تلك الوساطات أي تقدم أو انفراج لتعنت حكام قطر وإصرارهم على مواصلة أفعالهم التي لم يعد أحد يتحملها، ولذا فمبادرة الدول الداعية لمواجهة الإرهاب جعلت كثيراً من الدول المتضررة من أفعال حكام قطر تدرس مواجهة دولة قطر والمطالبة ليس فقط في تغير أفعالها وممارساتها بل وحتى طلب تعويضات لما حصل في تلك البلدان جراء دعم الأعمال الإرهابية التي مولتها حكومة قطر وحرضت عليها إعلامياً ووفرت المكان الآمن لمن خطط ووجه بتنفيذ تلك الأعمال.
كان من الممكن أن يتم تدارك الأمر وتتم معالجة تجاوزات حكام قطر، بأن تعلن دولة قطر التزاماً حقيقياً وفعلياً وتنفذ المطالب الشرعية للدول الداعية لمواجهة الإرهاب خاصة وأن تلك المطالب، ليست «بدع» من قبل الدول الأربع، بل هي ضوابط أجمعت كل الدول على فرض إلزامها على كل الدول لمواجهة آفة الإرهاب، وإذا كانت دولة قطر قد ظلت بعيدة عن قائمة الدول الداعمة للإرهاب، لاستفادة دول بعينها يعرفها القطريون وحتى الدول العربية المتضررة مما كانت تقدمه حكومة قطر من خدمات لنشر الفوضى والإرهاب في تلك الدول، وهي أدوار وخدمات ارتضت حكومة قطر القيام بها لتحقيق طموحات كانت ولا تزال «تدغدغ» نفوس حكامها السابقين والحاليين استغلها من كان يريد خدمات بعينها لا يريد أن تسيء لسمعتها الدولية من قبل دول تجيد توظيف «المهام القذرة بالوكالة» والتي أجادتها حكومة قطر منذ وصول حمد بن خليفة لسدة الحكم.
الآن انتهت المهمة، ولم تعد تلك الدول التي أوكلت لحكومة قطر القيام بالمهام القذرة لأن من يقود تلك الدول تغيروا، ومع تغيرهم تغيرت السياسة والفكر الاستراتيجي الذي كان يوجه سياستهم في تعاملها مع المنطقة، ومع هذا لم يفهم ولم يستوعب حكام قطر التغير الذي حصل وواصلوا لعب دور تنفيذ الأعمال القذرة ضد أقرب الناس إليهم، وبعد مواجهتهم بحقائق ما كانوا يقيمون به لم يرتدعوا ويستثمروا الفرصة بالعودة إلى الطريق الصحيح، وينفضوا عنهم دعمهم للإرهاب ويبدأوا في تنظيف بلدهم ممن امتهنوا الإرهاب عملاً سواء في التخطيط أو التوجيه والذين لا يمكن أن يعيشوا إلا في أجواء الكره والحقد.
عدم التقاط حكام قطر للفرصة التي أوجدتها قمة الرياض والتي أوجدت قنوات تساعد حكام قطر على تنظيف نفوس حكامهم وتبعدهم عن الإرهاب أضاعوها بالتعنت ومواصلة السقوط الأخلاقي والسياسي والأدبي مفضلين الاستماع والانصياع لقادة الإرهاب بدلاً من استثمار فرص النجاة التي منحها أشقاؤها لهم، وهو ما سيعرضهم لمتاعب ولاستحقاقات كثيرة وكبيرة جداً.