أطلت الروائية الكويتية بثينة العيسى عبر حسابها في سناب شات، لتطرح رأياً حول أهداف العمل الثقافي قالت فيه: «يوجد معتقد شائع عن العمل الثقافي بأنه نخبوي بالضرورة، وأنه عمل يستهدف النخب، العمل الثقافي لا يمكن فصله عن العمل المجتمعي، وهو يستهدف الشارع، ومن وجهة نظري فالعمل الثقافي يستقطب النخب ويوفر لها منبراً حتى توجه خطابها للشارع، لكنه لا يستهدف هؤلاء النخب».
ثم استطردت في حديثها لتضرب مثالاً انتقادياً لما يحدث في بعض الملتقيات الثقافية والأندية الأدبية حيث قالت: «كل مجموعة تكلم نفسها، بمعنى أن هناك شاعراً يقدم شاعراً والشاعر يقرأ على مجموعة شعراء».
وقد قلت مراراً وتكراراً في عدة مقالات أن الثقافة إذا لم تتكوَّن من البيئة المحيطة، ثم تعمل على تفكيك تاريخها الشامل المتكامل، للاستفادة من جزيئاته وجزئياته في صنع الخطاب التنويري بهدف معالجة القضايا الكبرى الشائكة، فعلى الثقافة السلام.
فالمثقف المنشغل بأمور بعيدة عن قضايا مجتمعه فكأنما يعيش حياة أخرى، فلا هو القادر على الانسجام مع المحيطين به، ولا هم بقادرين على الاهتمام به، مما يجعل لدى شريحة كبرى من المستهدفين الافتراضيين يعانون من نفور عام من الثقافة شكلاً ومضموناً لاعتقادهم أنها تدور في فلك خاص!.
ولعل جولة واحدة في حسابات بعض المثقفين على تويتر سيجعلك تكتشف الفارق العظيم بين من وجه ثقافته لمعالجة قضايا المجتمع وتنوير فكر المتابعين، وتوسيع مداركهم، وبين ذلك الذي يغرد في عالم آخر. وإنه من أطرف ما قرأت ذلك الحوار الذي دار بين ثلاثة من المثقفين على تويتر، حين عارضهم شخص رابع سألهم فيما يتحدثون؟ إذ لم تكن مصطلحاتهم واضحة، ولم يشكل له حديثهم أي معنى؟ فكان سؤاله تهكمياً، ويبدو أنه لم ينتظر حتى إجابتهم على ذلك السؤال.
أخيراً:
لابد أن تكون الثقافة جسرا ممتدا بين المثقف والشارع والهدف (تنوير)!
- عادل الدوسري