-1-
الرّجل الذي لغّم محيطه بالنساء؛ قنبلة موقوتة لايصلح للاقتران
عبوة ناسفة للمعنى الحقيقي للاستقرار.
من السهل انفجاره في شريكه، وتحويل قلبه إلى أشلاء دون رحمة
أخبرتها بهذا قبل أن تختاره شريكًا
ظلت مصرة على اقتناصه؛ لتغيض به قومًا آخرين
أن تظفر به من بينهن كانت غنيمة تستحق كما كانت تقول وهي تعتصر مشاعرها وتغمض عينها رافعة رأسها للسماء بزهو
انفصلت عنه بعد عام من الاقتران
في البدء لم تقل لي إلا كلمة واحدة نطقتها هكذا:
مرييييييييض
نطقتها بجزع..
بصوت مخنوق بالكاد أتبين نبرته المتحشرجة
وعين تكابر على الدمع الذي أبى..
كنت صامتة، وهي تتحدث، والدموع رغم انهمارها لم تقطع حديثها
بررت كثيرا..
اتهمت كثيرا...
وهي تتحدث كانت شخصية أخرى غير التي أعرف
أشبه ما تكون :دجاجة مذبوحة، تعسّر خروج الروح منها
بهتت روحها التي كانت تدوزن لجلساتي معها الحياة..
انطفأت ملامحها..
هي الآن تتعالج من الاكتئاب والقلق معًا
وتكره كل الرّجال.. كلّ الرّجال المشاهير..
-2-
لم تكن مجرد مصادفة عابرة، منحتها بعض الإحساس الجميل
كان قد خطط لهذا اللقاء؛ ليبدو عابرًا لها
مازال يخشاها مذ كتب لها:
رغم هدوء ما تكتبين إلا أنني أشعر بأن خلف أصابعك أنثى متمردة
التوقيع: رجل جاء وذهب
كانت تأنس للرسائل التي تأتي منه..
ربما ( للفانتازيا ) التي تحويها هذه الرسائل..
ربما للقبه الغريب
لكن كل ذلك لا يعدو أن يكون شيئًا عابرًا، تغسل به رتابة يومها في بادئ الأمر، قبل أن ترتبط برسائله ارتباطًا معنويًا نفسيًّا
كان يحرص من خلال (الفانتازيا ) التي يرسلها أن يجعلها تضحك من قلبها حتى تدمع
في ذلك المكان كان يسير كالظل لكنه يحاول أن يسير بجوارها لا خلفها
أما هي فكانت تسير دون أن تلتفت، ولولا بطء نزول المصعد لما توقفت عن السير
إنها المرة الأولى التي تلتقي عينه بعينها
لم تأبه له..
تشاغلت بحقيبتها عنه خشية أن يلتهمها بنظراته
لا تحب النظرات الحادة..
تخترق هالتها.. تربكها.
قال لها بخيبة بعد أن انفتح باب المصعد: تفضلي
صعدت وبقي هو
تلك النظرة البائسة قالت شيئًا غريبًا
انشغلت.. تشاغلت..
ذابت في تفاصيل يومها.
وما إن وضعت رأسها على الوسادة حتى أعاد المشهد نفسه
رجل يقول لها بخيبة: تفضلي
ما الغريب في الأمر؟
لماذا ظل ذلك المشهد راسخًا؟
أنا لا أعرفه
لم يسبق لي أن التقيته
لكن ملامحه مألوفة
هل ستقضين الليل في هذه التساؤلات العقيمة؟
في الصباح نغمة البريد
رسالة منه
طيلة الأعوام السابقة كلما قرأت لك حرفا رسمت لك صورة
والحمد لله أن حدسي جيد فيما عدا تمردك.
رأيتك أمس كما تخيلتك إلا أنك أكثر رقة مما تخيلت
أحزنني وأسعدني في الوقت ذاته أنك لم تمنحيني الفرصة لأعرفك بنفسي
أنت أنثى رقيقة جدًا، وأنا رجل شرس جدًا
في البعد أنت متمردة، وفي القرب أيقونة للطمأنينة..
أما أنا ففي البعد جميل وجميل جدًا، لكنني سيء سيء سيء جدا في القرب.
تذكريني جيدا
الرجل الذي قال لك
تفضلي..
وذهب بعد أن جاء.
- د. زكيّة بنت محمّد العتيبي
Zakyah11@gmail.com