إذا أطلت الغياب عن الكتابة فستواجه كثيرا من الصعوبات الشخصية في اقتحامها مجددا، فالكتابة تعتب بشدة وتلوم وربما تصد حتى ترجوها مرارا أن تصفح وتعود إلى سابق عهدها معك.
لا قصد لي في الغيبة عن الكتابة لكنها الحياة بأعبائها العائلية بشكل خاص تطاردني وتشدد الحصار علي حتى لا أملك إلا النزر اليسير من الوقت للخلوة بذاتي وحين أمتلك الوقت يناديني سريري لأخلد إليه.
أضحى من العسير عليك أن تتمكن من إيجاد الحلول المناسبة لحياتك إذا كنت تنتمي إلى أسرة يربو عدد أفرادها عن العشرة ولاسيما إذا كان معظمهم ذكوراً، وهنا تكمن صعوبة أن تضع نظاماً يلتزم به من هم أصغر وأكبر منك.
العائلة بمثابة الواقع اليومي الذي يحاصر كل تغيير تأمل فيه ويعجز مسار خططك في التقدم بمثالية إلا إذا عزلت نفسك عن فوضاها في نظامك الشخصي البحت.
يتنصل الكبير و يعتذر الصغير ويأكل الأشد إنسانية الطعم فهو الضحية دائما.
كلما نظرت إلى ذاتك متعك وطموحاتك ورغباتك البسيطة جدا أدركت كم تصبر وتبتلع جرعات التخلي عن أبسط أحلامك في الخلوة, في امتلاك غرفة صغيرة، في تأثيث رف وتزيينه بالكتب التي تروقك وتنعش أعماقك، ولكن لا أرض لك لا مستقر على خارطتك العائلية، كأنك مرتحل وشبه مقيم، بل إنك محاصر ولا يحق لك التنقل أو الترحال لأن بعض أفراد عائلتك من المسنين خاصة في حاجة إليك لذلك فعليك أن تضحي أيها الإنساني باستقلاليتك أو بمكان يؤويك داخل بيت العائلة الذي برغم سعته يضيق بخلوتك.
- هدى الدغفق