وش رأيك؟ وش أدهشك؟ وش الّي شدّك؟ وش شفت الفرق بين هذي السنة والسنة الّي قبلها؟! أسئلة ما تزال تجلد أسماعنا صيف كل عام! وربما كانت - أيضا - من بين أفضل الأسئلة التي مع ذلك تشمئز منها الأسماع لجناياتها على اللغة، ولعثراتهم الأسلوبية، وإغراقها في المكرور طيلة الحلقات عن الصيف والمصائف والسياحة، لتظل نفس الأسئلة التي وشوشوك بها أول حلقة حتى موعد إعلان الوشوشة الوداعية: على أمل أن نلقاكم في صيف العام القادم.
هذا جانب من مثال، لن نستكمل تشريحه، ولن نعرّج على أمثاله، مما يعكس مستوى من الجانية على اللغة خاصة إذا ما كان عبر «القناة الثقافية» تحديداً، قبل أن نتأمل المحتوى الذي تعد اللغة روحه، إذ لا يمكن تقبّل الإفلاس تحت قناع لغة الشارع (مسمار جحا)، و(شماعة) سكن تسلم.. وإن سلّمنا بهذا جدلاً فهذا يعني أن المتلقين في الشارع المزعوم - أيضا - جميعا وكأنهم بهذا المستوى الذي لا يناسبه سوى لغة ركيكة مفككة، وضعف الأساليب، وسطحية الأفكار، ومكرور القول؟! فلمّا يتجاوز المحتوى في أحسن أحواله تحديد الجهات الأصلية والفرعية.. ومستوى الارتفاع عن سطح البحر.. وإحاطة التلال بالجبال التي ما يزال في كل عام يغازلها السحاب! فأين الرؤية، وما الرسالة؟ وماذا عن الأهداف وقياسها؟! وكأننا لم نعد في عصر (اتصالي) نتجول فيه «مباشرة» عبر عدة كاميرات لكل متر مربع نريد استطلاع تفاصيله من مختلف زواياه! فأين ما يجسد العمل الإعلامي المؤسسي في الكثير من البرامج؟! قبل أن نسأل عن صناعة الفارق في المنتج!
لقد بدأت المملكة مرحلة عصرية من صناعة السياحية، وصناعة الترفيهية، والاستثمار فيهما على مستوى العمل المؤسسي من خلال الهيئات التي أطلقت أشرعتها لرؤية التحول الوطني 2030م، وفي مقدمتها هيئة الترفيه، وهيئة السياحة والتراث الوطني، مستثمرة المقومات الطبيعية متناغمة التنوع طبوغرافيا ومناخا في مختلف المناطق، ما يجعل من (الإعلام السياحي) مطلب مرحلي، في ظل شيوع الإعلام «المتخصص» المنافس، الذي يواكب هذه الصناعات النوعية، بإبراز كنوز مناجم إرثنا وتراثنا الوطني، وتسويق منتجاته عبر الإعلام السياحي.
بين من يعرض (العشبة) في عطارته، ومن يستخلص منها الدواء، سنوات معملية من التصنيع، وأخرى من صناعة الفارق في التسويق!.
- محمد المرزوقي