سعد بن عبدالقادر القويعي
بتاريخ 28 نوفمبر لعام 2012، غرّد يوسف القرضاوي - أحد كبار رموز جماعة الإخوان المسلمين، ومنظر جماعات التطرف في تويتر -، بأنه: «لا يجوز شرعًا للمواطنين الشرفاء الاستقواء بالأجنبي، ولا الاستعانة به في القضايا الداخلية، فتلك خيانة عظمى في حق الله - تعالى -، وحق الوطن «، ومع أنّ مديرية التوجيه المعنوي في وزارة الدفاع القطرية أعلنت - قبل أيام - عن وصول دفعة تعزيزية جديدة من القوات المسلحة التركية إلى قاعدة «العديد» الجوية؛ ونظرًا لحساسية القضية التي لن يتناولها هذه المرة القرضاوي، فإنّ تغريدته الموجودة على حسابه؛ وحتى كتابة هذه الكلمات في موقع تويتر، ستجعلني أؤكد على أنّ جماعة الإخوان - منذ تأسيسها - تقوم على استغلال العمل الدعوى؛ لتحقيق أهداف سياسية.
مثل هذا التصريح، إذا صدر من سياسي فإنه يعني نهايته، ومع ذلك لن تحمل بيانات القرضاوي صيغة الاعتذار، أو الإقرار بالخطأ على ما كان يتبناه من مواقف، والتي أثارت الكثير من الجدل - في السنوات الأخيرة -؛ كونها صاغت العقل الجمعي للتنظيم، وأغلبها ارتبط بالممارسة السياسية، حين هيمنت سيكولوجية الضحية على ما بقي من عقل للجماعة، والذي قطعاً سيعرقل أي خطة للإصلاح، أو الاستقرار، ويحتاج في مواجهته لخطط واعية.
ما بين أخطاء الماضي الجسيمة، وتطلعات المستقبل القريب، فإنّ السياسة عند جماعة الإخوان المسلمين مجرد وسيلة؛ لتحقيق الغاية، وليست هدفاً - في حد ذاتها -، كما تقول أدبياتهم. وفي سياق زمني، يشهد فيه الإسلام السياسي - بشكل عام - تراجعًا على المستويين - المحلي والدولي -؛ لأنهما لم يتحملا وجود أحزاب سياسية ذات مرجعية دينية، وعلى خلفية أصولية؛ نظراً للدمار الذي سببته، والعلاقة الملتبسة بالمؤسسات السيادية - لا سيما - العسكرية، فكانت أقرب إلى المناورة؛ لإحداث اختراق في الرفض الشعبي للجماعة.
لن ينجح القرضاوي في جذب الأنظار إليه - مرة أخرى -، إذ كان المؤمل أن يُسارع إلى الاعتراف بالأخطاء الجسيمة التي وقع فيها، مع تقديم كامل الاعتذار عن مراجعاته الفكرية المشبوهة، - خصوصاً - فيما يتعلق بقضايا العنف، والإرهاب، وحدود الوطنية، - إضافة - إلى ضعف التصورات - الفكرية والسياسية - لديه.