سمو أمير منطقة القصيم الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز، الذي تعرف بطاح القصيم وطأته .. وتعرفه وديانها وكثبان رمالها.. تعرفه النخيل الشوامخ والبساتين الخضر.. يعرف تواضعه كل صغير وكبير.. ففي كل يوم يفتتح مشروعاً .. أو يقابل عالماً من علماء القصيم.. أو يتفقد صرحاً صحياً أو تعليمياً .. أو يرعى حفل تخرج لطلاب جامعه وكليه في كل ناحية من نواحي القصيم.. حين يتحدث ينصت الكل فيجدون في كلماته الحكمة والفائدة من رجل فذ خبير يعرف خبايا الأمور، تتعجب من دقته وإلمامه بكل مشروع .. إنه هبة من الله للقصيم وأهلها.. وبعد مقدم سمو نائبه الأمير فهد بن تركي زادت نسبة تطلع المواطنين لمستقبل مشرق لهذه المنطقة التي خدمت الدولة برجالها من علماء ووزراء وكبار ضباط وتجار ورجال أعمال ومفكرين .. وتخدمها حالياً كمنطقة استراتيجية هامة كموقع في وسط البلاد ذات مستقبل تنموي استثماري باهر بمقوماتها الجغرافية وخاماتها الممكنة للتطوير، بشرط تطوير البنى التحتية فيها وتطوير الخدمات وسأتحدث عن ذلك بشيء من التفصيل:
أولاً: من البديهي ان يلحظ الزائر للقصيم النمو العمراني والسكاني الهائل للمنطقه والذي فاق كل التوقعات، بل إن الإحصاءات تشير إلى ان منطقة القصيم تشهد أكبر نسبة تداول للعقار ونسبة للبناء، وهذا شيء ملاحظ، حيث يزداد النمو العمراني والازدحام المروري للطرق وزيادة هائلة للشقق السكنية لعاصمة القصيم مدينة بريدة ومدن عنيزة والرس، وهذا الازدياد جاء نتيجة للخطوات التطويرية التي انتهجها سمو أمير المنطقة كتطوير المطار وتحويله لمطار دولي، وذلك لأن القصيم بموقعها الجغرافي المتميز كملتقى للطرق وما تتميز به من مقومات اقتصادية هامه وطموح أهلها وتميزهم بالفكر العلمي والاقتصادي ولبعدها عن ملوثات البيئة , ولوجود الفرص الاستثمارية الكبيرة فيها خاصة في مجال التمور , والتصنيع الغذائي, بل وحتى في مجال النقل الجوي وسأتحدث عن ذلك لاحقاً, وفي المجال السياحي البيئي وغيرها واستغلال هذه الإمكانات، يتوافق مع الرؤية الطموحة للمملكة 2030، حيث تهتم باستغلال الموارد المتاحة وتقليل الاعتماد على النفط وزيادة فرص العمل للسعوديين وتقليل نسب البطالة , وأقترح أن يتم وضع رؤية لمنطقة القصيم تكون تنفيذية لرؤية المملكة 2030، يقوم بوضع هذه الرؤية مجلس المنطقة الذي يقوده سمو الأمير، ويتم في هذه الرؤية دراسة كل الفرص الممكنة للتطوير الذاتي واستغلال إمكانات المنطقة الكبيرة للمساهمة في رؤية ثاقبة وناجحة.
ثانياً: مشاريع البنية التحتية هي أهم العناصر في تحقيق التنمية المستدامة والعيش الكريم للمواطن, وهي من الشروط المطلوبة للاستثمارات الناجحة فلا يوجد استثمار ناجح دون خدمات كهرباء ومياه واتصالات ناجحة , ولا يوجد استثمار ذو أثر اقتصادي دون وسائل نقل سهلة ومريحة وكذلك الخدمات الصحية, والخدمات التعليمية فالخدمات يكمل بعضها بعضاً لحياة كريمة للمواطن ومن أهمها:
1 - المطار
تم قبل فترة تحويل مطار الأمير نايف بالقصيم لمطار دولي ولهذا التحويل دلالة ومؤشر هام تنموياً، حيث ان ذلك التحويل يقول ان منطقة القصيم أصبحت رابع مناطق المملكة الكبرى، وهي وان كانت أقل منها سكاناً، إلا ان مطارها الدولي يحتم أنها من أهم مناطق المملكة في التنمية الاقتصادية.
فالمطار ينطلق منه حوالي 30 رحلة دوليه أسبوعياً وهو أكثر المطارات الداخلية حركة، وتحوله إلى مطار دولي لم يأت عبثاً وإنما الذي فرض ذلك هو عاملان مهمان التطور التنموي للقصيم وموقعها الاستراتيجي شمال وسط المملكة , وقد تم طرح مشروع المطار من قبل هيئة الطيران المدني، ولكن لم تتوفر المبالغ اللازمة لتنفيذه، وطرحه بنظام البناء والتشغيل (poT) يعتبر خياراً استراتيجياً ناجحاً، حيث لا تتحمل خزينة الدولة ولا حتى ريالاً واحداً وسيدر عائداً استثمارياً مجزياً بعد عودة تشغيله، وحتى لو لم يدفع المستثمر للدولة بشكل مباشر، فهناك أثر غير مباشر هو الأهم يتمثل في خلق الوظائف وزيادة النمو وتسهيل حركة تصدير البضائع من المنطقة وخاصة التمور, كما أن الموقع الإستراتيجي للمنطقة يجعل من المطار مطار دعم لوجستي لمنطقة الرياض، حيث إن الضغط على مطار الرياض وخصوصاً للرحلات الدولية، سيجعل من مطار الأمير نايف الدولي بالقصيم بديلاً مهماً، حيث يوجد قطار ينقل الركاب من الرياض للقصيم بسرعة وبزمن قياسي , وكذلك دعماً لوجستياً لمطار الأمير محمد بن عبد العزيز بالمدينة المنورة وللقادمين للمدينة المنورة من الخارج في حالة زيادة الكثافة على المدينة المنورة.
إن المطار الدولي يعتبر أهم عناصر دعم الاقتصاد لمنطقة القصيم، حيث إن التبادل التجاري الذي كان بين منطقة القصيم والمناطق المجاورة لها سيصبح بين منطقة القصيم ودول العالم , حيث إن شحن البضائع سيصبح ذا عائد مجز لشركات الطيران، وستسير رحلات شحن للتمور إلى قارات العالم من منطقة القصيم، مما سيرفع من سعر التمور المصدرة، حيث إن البيع المحلي للتمور غير مجد اقتصادياً ولا يقدم المزارعون على زراعتها رغم توفر المياه وسهولة زراعتها بسبب وفرة المنتج بالمنطقة وعدم القدرة على تسويقه، مما جعل سوقه يشهد كساداً بدليل وضع مهرجان آخر له في غير موسمه.
2 - محطة القطار وسكة حديد فرعية لمدن المنطقة
تفتقد المحطة إلى التواصل مع مدن المنطقة البعيدة وخاصة الرس التي تبعد أكثر من 100كم غرب القصيم، وهي ثالث مدن المنطقة حجماً وسكاناً، وكذلك مدينة عنيزة ومينة البكيرية ورياض الخبراء والبدائع والمذنب والأسياح شرق القصيم وكل من عقلة الصقور ودخنة جنوب وغرب القصيم، وعدم وجود وسيلة تواصل مع المحطة جعل الفائدة منها قليلة للمدن البعيدة عنها، وعلى هذا أرى أن يتم إنشاء خط فرعي لسكة الحديد يكون بداية لسكة حديد (القصيم - المدينة)، تمتد هذه السكة الفرعية إلى مدن البكيرية والخبراء ورياض الخبراء والرس بمحطات توقف، وإنشاء محطة كبرى شمال مدينة الرس وجنوب غرب رياض الخبراء لتخدم مدن غرب القصيم, ومؤقتاً يتم تسيير أسطول حافلات من مدن القصيم تتزامن بوقت وصول القطار القادم من الرياض، بحيث تصل إلى المحطة قبل وقت انطلاق الرحلات بوقت كاف . هذا ولعلّي استعرض ما تبقي في مقال قادم إن شاء الله.