فيصل خالد الخديدي
تحتل الكتب التشكيلية مكانة مهمة في الفنون التشكيلية، فهي إما موثقة لتجربة أو مؤرخة لمسيرة أو منظرة لفلسفة أو مستشرفة لمستقبل أو محللة لفكر... وفي جميع حالاتها تعد داعمة وركيزة من ركائز الحراك التشكيلي، والساحة التشكيلية المحلية تفتقر مكتبتها للكتب التشكيلية التي توازي الحراك الحالي والنشاط المستمر الحاصل ولعل ذلك يعود إلى قلة الأقلام التشكيلية على المستوى المحلي إضافة إلى ضعف التشجيع والدعم للتأليف وصعوبة النشر ورفعة تكلفة الطباعة على الأفراد، وانصراف بعض الأندية الأدبية عن طباعة الكتب التشكيلية وأنها ليست من قائمة اهتماماتها، إضافة إلى أن الجامعات المحلية لم تول الكتاب التشكيلي شيئًا من اهتمامها على الرغم من وجود عديد من الأبحاث والأطروحات التشكيلية المميزة في رفوف مكتباتها ولكنها لم تخرج للنور كتب وبقيت على صيغتها البحثية.
وعلى الرغم من ذلك يطالعنا بين فترة وأخرى عدد من التشكيليين بكتب فنية جيدة تثري الساحة وتأتي بجهود ذاتية وباجتهاد منهم بالبحث عن التمويل ولعل من الإصدارات التي انطلقت بتمويل تشكيلي وقلم تشكيلي كتاب الفنان أحمد فلمبان (ماذا؟...ولماذا؟...أسرار اللون وحدس الضوء) الذي طبع بمبادرة ورعاية من الفنان هشام بنجابي، ويعد الكتاب من كتب السيرة الذاتية التي كتبها الفنان عن تجربته بدأها بتقديم للفنان عبدالرحمن السليمان عن تجربة فلمبان، ثم طرح قضيته التي لخصها في الإنسان واستعرض مسيرة أعماله بقضاياها المختلفة وصور لكل مرحلة وكان له كتاب آخر عنونه بـ(فن في نصف قرن) قدم له بقراءة لواقع الفنون التشكيلية المحلية وتاريخ البدايات ثم استعرض سير وأعمال قرابة الأربعمائة فنان وفنانة.
ومن الكتب التي تعد إضافة للساحة التشكيلية المحلية المهمة كتاب توثيقي فاخر الطباعة والمحتوى للدكتور فؤاد مغربل عنونه (مصادر الإلهام للفن التشكيلي السعودي) ورصد فيه مصادر الإلهام للفن في السعودية وكان (التراث المحلي، الطبيعة المحلية، التراث العربي الإسلامي، القضايا والموضوعات الإنسانية) واستعرض نماذج مكثفة من أعمال التشكيليين المحليين لكل مصدر إلهام، وذلك بعد أن بدأ الفصل الأول من الكتاب بلمحة تاريخية عن مسيرة الفنون التشكيلية المحلية، واختتم الفصل الثالث بتصنيف أعمال التشكيليين السعوديين على حسب توجهاتهم للمدارس الفنية.