أ.د.عثمان بن صالح العامر
تعلّقت الأسرة السعودية في السنوات الأخيرة بالسياحة الصيفية الخارجية تعلقاً شديداً، وهي إن اتقفت في نعتها «سياحة « فإنها تختلف وجهتها من عائلة لأخرى، حسب:
- المقدرة المالية
- والقناعات الشخصية.
- والتأثير التسويقي.
- والتجارب السابقة.
- والمستوى الثقافي والاجتماعي و...
وهذا انعكاس حقيقي لما تتمتع به الأسر -ولله الحمد والمنّة- من رفاهية وراحة وأمن وأمان في وطنها الأم المملكة العربية السعودية، الأمر الذي دعاها بعد تحقق الوفاء بمتطلبات الحياة الأساسية والتحسينية إلى البحث عمّا يلبي ما هو في دائرة الكماليات، وعلى رأسها السياحة والسفر، فصاروا - في مثل هذه الأيام من كل عام - منتشرين في كل مكان من العالم جماعات وأفراداً.
السفر والسياحة حرية شخصية - كما هو معلوم - ولكن من المعيب:
- التصرف الشخصي في الخارج بما يسيء لنا شعباً ودولة خاصة ونحن اليوم تحت مجهر وسائل الإعلام القديم منه والجديد الرسمي والخاص .
- من المشين التندّر والتهكم بطبيعة مملكتنا الجغرافية، والنقد الصريح للآباء والأجداد الذين استقر بهم المقام في أرض الجزيرة العربية، ولم يرحلوا إلى بلاد الجمال حيث الخضرة والأنهار!!.
ونسي هذا السائح أن من منحه الفرصة للاستمتاع في رحلته المعدودة الأيام بما يراه ويتغنى به، هو المال الذي حصل عليه بفضل الله ثم بما في هذه الأرض المباركة من خيرات وبركات يتمناها إنسان الكون بأسره، نسي - صاحب المقطع الذي يُتداول هذه الأيام في مواقع التواصل الاجتماعي- أن مسلمي الأرض جميعاً يتوجهون خمس مرات على الأقل في كل يوم شطر المسجد الحرام، تتوق نفوسهم لأداء مناسك الحج والعمرة، وزيارة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة كل لحظة من عمرهم، تناسى كم هم أولئك الذين يتركون بلادهم التي أعجبته لكسب لقمة العيش الحلال في بلادنا المعطاء.
إننا في نعم عظيمة يجب ألا تنسينا استمتاعنا بما نراه عند غيرنا في شرق الدنيا وغربها، شمالها وجنوبها، شكرَ الله عزّ وجلّ عليها، والافتخار ببلادنا وولاة أمرنا ومنطلقات دولتنا وأنظمتنا وأرضنا وشعبنا، والثناء على آبائنا وأجدادنا الذين قضوا شطراً من حياتهم في بناء وحماية هذا الكيان العزيز على قلوبنا المملكة العربية السعودية.
إن حب الوطن لا ينفصل بحال عن تكوين المواطن الصالح المستشعر لحقيقة الانتماء ومتطلباته سواء أكان داخل الوطن أو خارجه، بعيداً عن الحسابات الشخصية التي تختلف نتيجة أسباب عدة ليس المقام مقام عرضها وبين الصحيح منها والسقيم ، حفظ الله بلادنا وأدام عزنا وحرس أرضنا ونصر قادتنا وجمع كلمتنا على الحق ووقانا شر من به شر، ودمت عزيزاً يا وطني، وإلى لقاء والسلام.