مهدي العبار العنزي
منذ أن أصبحت أحد كتّاب الرأي في صحيفة الجزيرة الغراء والتي أعتز وأفتخر بوجودي بين زملاء أعزاء هدفهم الأول والأخير إيضاح الحقيقة، بعيداً عن المشاحنات التي تهدم ولاتبني، منذ عقد من الزمن وأنا هنا لم أمارس في مقالاتي موهبتي الشعرية سواء السياسية أو الاجتماعية، وليسمح لي الزميل رئيس التحرير أن أعود هذه المرة إلى الشعر ليس محرضاً كما فعل بعض الشعراء من يحملون الجنسية القطرية ويشتمون بقصائدهم شعب الإمارات وحكامها وشعب مصر وقيادتها وتعدى ذلك إلى التقليل من مكانة بلاد الحرمين. والمجتمع السعودي وحكومة قطر كأنها تطبق المثل الشعبي (ماسوى الراعي جايز للمعزب)؛ اسمحوا لي أسجل لكم ما جادت به القريحة حول بعض القضايا التي تهم الوطن وتهم القارئ. عندما أطلقت الشقيقة قطر الشرارة الأولى في الأزمة التي نعيش تفاصيلها والتي كان لها الأثر السيئ في نفوس كل أبناء الخليج والوطن العربي كتبت:
لوتعذر تميم أن كان قلنا سماح
مثل ماسامح أهل المجد غلطات أبوه
ورغم كثر الكلام ورغم كثر الصياح
ياقطر شيخكم عن هالطريق انصحوه
لم تجد مناشدتنا آذاناً صاغية واستمر تميم متحدياً المجتمع العربي واتجه إلى جهات أخرى ولم يعلم إن المملكة هي الملاذ الوحيد له ولشعبه بعد الله سبحانه وتعالى، خاصة أننا نرتبط مع شعب قطر بروابط الدين والقربى والمصير المشترك، أطلقوا عبر قناتهم لقب دول الحصار على المملكة ومصر والبحرين والإمارات مع إدراكهم إن هذه الدول ترفض كل ممارسات الإرهاب، ولا تتمنى أن يكون لقطر دور في تغذيته.
ذهب وزير خارجية قطر إلى عدد كبير من دول العالم معتقدين أن ذلك سيخفف من نقمة العالم المتحضر ضدهم ولم يفلحوا لأن الدول لا تنطلي عليهم الألاعيب لأن من غدر وانتهك اتفاق الرياض لا يحمل أية مصداقية. نعم وقّع تميم على الوثائق لكن..!:
هذي وثائق ثابتة بالتواقيع
تميم وقعها وصادق عليها
لاشك ماقدر جميع المواضيع
عقب العهد من ضعف رأيه نسيها
نعم تميم وقّع ولكنه غدر ونكث العهد الذي قطعه على نفسه وبخط يده، إنه الجهل بعواقب الأمور وإنها المكابرة والمغامرة التي ابتكرها ضد وطنه وضد شعبه مقتدياً بقناة الجزيرة التي منذ انطلاقتها وهي تحرض على أمة محمد وعلى الشعوب العربية حتى إنهم أطلقوا على من قتل الأطفال وقطع الرؤوس وسبا المحصنات وحطم الحضارات (داعش).. فهل يعقل إن قناة فضائية تطلق مثل هذه الألقاب لولا موافقة الدولة التي تبث من أراضيها وتحت حمايتها إنه العار ولازالت المكابرة مستمرة..
قطر تكابر ليه ظلت تعاند
ثم ارتمت بأحضان غادر وغيره
لقت لها جاهل يصرح يساند
وجابت لها النكبة قناة الجزيرة
أنها الشقيقة قطر التي لم ولن يتوقع أحد أن تتنكر لمواقف المملكة.. ألم يسأل تميم والده عن موقف المملكة مع أميرهم الوالد كما يسمونه، وعندما أصبحت الخزينة القطرية على شفير الإفلاس من دعمهم بمليارات الريالات؟ أنها فتنة افتعلها أعداء الإسلام والعروبة ممن جاؤوا إلى هذا البلد ونفذها بحذافيرها تميم.
ولايزال الأمل موجود في العقلاء من القطريين المحبين للخير بتجنيب قطر وشعبها مكر الاخونج وأهدافهم وغاياتهم وسمومهم التي وجدت في قطر القبول والتفاعل.. والسؤال متى يفيق هؤلاء ويعلموا جيداً إن الانسلاخ عن مجلس التعاون وعن العروبة أمر غير مقبول ولا يقره إلا السفهاء.