دقتّ ساعة العاشرة حينها صعدت روح جدي «محمد العنقري»
يا لها من ساعة ويا له من موعدٌ غير مسبقُ
صعِدوا بطهرِ جسدكِ لتغُسل وتكفّنُ:»»»
ورشوا على أعضائك الطيبَ والدمعُ معه يسكبُ
القينا عليك النظر وقلوبنا حزينة وعيوننا تدمعُ
نراك وكأنك تقول لا تبكوا !!!!!
فإني سبقتكم وأنكم لي ستلحقوا
اليوم انتم هُنا وغداً بمقعدي سترقدُ
تغطى طهرُ وجهِك بالكفن وإلى الصلاة ستذهبُ
فقالها «سليمان» سيصلى على رجلٍ
فهيّا له قفوا واستووا
حملوك في ليلة النصف بشهر الخير وأنت لصيامه وقيامهِ دائماً تسبقُ
ودفنوك ودعواتهم تلجُ إلى ربهم فياربّ اقبلها واجعله بها يسعدُ
انّك رحيم كريم فألهمه الصبر والثبات حين يسألُ
واجعله بدارِ الخُلد مع رسولك وأصحابه ضاحكاً سعيداً بهم ويستبشرُ
يا جدي أتظنُ حين مرّ الشهر انّا نسينا الفقدُ ؟؟؟
والله إنّ عيوننا إلى يومك هذا تدمعُ
والقلب يشكي خالقه ويسأله الثبات والصبرُ
والحناجر تلجُ صُبحاً وليلاً بالدعاء لك بالغفران والرحمةُ
خيرك لم يُنسى يوماً ولا أظنُّ انه من عقولنا سيذهبُ
خرّجت ست رجالٍ منهم الدكتور ومنهم المُهندس
ومنهم من رفع راية التعليم وخرّج أجيالا تفخر بها أممٌ
وأحفاداً للعلِم والخير سبّاقةً والتعليم بهم يشهدُ
إنهم رجالُ صلاحٍ وخيرٍ والأرض بِهم تفخرُ
وثلاثُ بناتٍ لعل النار بهم عليك تُحجب
زوجتهم برجالٍ أكفاء صدقوا لهم اليوم ورأيتهم بحياتهم قد سعدوا
اثنوا عليهم بصفاتهم فنِعم ما ربيت ونِعم الرجلُ
حينها رحلت وكأنك قلت لقد اطمأنيت عليكم الآن
فإلى اللقاء حتى يومٍ له سنبعثُ
واراكم بجنة الخلد وبإذن الله سنسعدُ
وأجهز وليمةً نتبادل بها الأحاديث واضحك وتضحكوا
يا أبنائي
إني أوصيكم بأمكم فهيّا لي استمعوا
اجعلوها تضحكُ فإني بضحكها اسعدُ
وأطيعوا وكونوا لها اليد والأقدام فبكم سترفعُ
وسدوا فراغ فقدي ولا تجعلوا الحزن لقلبها يصلُ
إني بفرحها افرحُ وبحزنها احزنُ
وأوصيكم ببعضكم فشدوا يداكم فالدنيا بها من المصائب ما يُرهق
كونوا كالجسد الواحد وبأزر بعضكم هيّا شدوا وللحياة انطلقوا
أكملوا ما بديته معكم فإني لكم مودعٌ
إلى اللقاء أبنائي وأحفادي
وإني لكم محبٌ ومخلصُ
لا تبخلوا بزيارتي والدعاءِ لي إلى حين نجتمعُ
يا جدي!
لك ما طلبت ومنا والله سينفذُ
إني أحبك وأحبك ودعواتي لك من أول النهار حتى ارقدُ
لعلّها تصلك ولعلك بها تسعدُ
ولعل جنة الفردوس هي لك الدارُ والمنزلُ
** **
حفيدتك المحبة لك/ اللولو ناصر - محافظة الزلفي