انتقل إلى رحمة الله تعالى صاحب الفضيلة والمعالي فضيلة الشيخ حمود بن عبدالعزيز بن عبدالله الفايز معالي رئيس ديوان المظالم (سابقاً) عصر يوم الخميس الموافق 12-10-1438، بعد معاناة من المرض استمرت 6 أشهر.
وصلي على معاليه عقب صلاة يوم الجمعة الموافق 13-10-1438هـ في جامع الراجحي بالرياض ودفن في مقابر النسيم بالرياض.
فقدت الأمة عالِماً جليلاً وعَلماً من أعلامها المخلصين.. إنه معالي الشيخ حمود بن عبدالعزيز بن عبدالله الفايز معالي رئيس ديوان المظالم (سابقاً) رحمه الله رحمة واسعة وأدخله فسيح جناته-.. لقد نذر نفسه ووقته لخدمة دينه ووطنه وولاة أمره ومجتمعه ونصرة الحق.. وكان عمره حافلاً بالأعمال الخيِّرة والمزايا الطيبة والسجايا الكريمة.. ولين الجانب وسمت العالِم الرفيع، وحسن الخلق وحب الخير والرفق بالناس ومعرفة أحوالهم وتفقد شؤونهم والعطف على الفقراء والمساكين وإكرام الجار وسعة الحلم ورجاحة العقل.. صاحب فطنة وكياسة، شجاع في الحق لا يخاف في الله لومة لائم، وصاحب أدب رفيع وصبور شديد التحمُّل، سلس الحديث، ثاقب الرأي حصيف، ويعطي كل من يقابله حقه من المعاملة الحسنة وينزل الناس منازلهم ويعرف لهم قدرهم ويقضي حوائجهم وكانت الابتسامة لا تفارق محياه دائماً، مكتبه مفتوح وأذنه صاغية، ورع تقي فكان قريباً من الناس، له حضور أخاذ لدى المستمع والمشاهد.
درس معاليه على الشيخ محمد بن إبراهيم والشيخ عبداللطيف بن إبراهيم آل الشيخ والشيخ عبدالله بن حميد والشيخ عبدالعزيز ابن باز والشيخ صالح الحصيّن ونهل من علمهم وزهدهم وورعهم وتواضعهم يكرّس وقته ما استطاع لإصلاح ذات البين. شخصاً عَرف فيه أقرانه في المذنب والفرعة وشقراء رمزاً لعصامية جيله، في المشي حفاةً مسافات من الكيلومترات طلباً للعلم، شخصاً تصدّر قائمة المتفوّقين الناجحين من دفعته في معهد شقراء وفي المعهد العالي للقضاء، نرى فيه نموذجاً لتواضع العلماء الكبار، ومثالاً وقدوةً يحتذى به، وفقيهاً يذكّرنا بمذهب الشيخ محمد بن جبير والشيخ محمد بن عودة رحمهم الله...
رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة وجعل ما أصابه تكفيراً وتمحيصاً له. وخالص العزاء لإخوته وأخواته وأبنائه الشيخ فيصل والأستاذ محمد والأستاذ عبدالله ووالدتهم وأخواتهم وعموم أسرة الفايز في الرياض والقصيم والوشم وكافة أنحاء المملكة سائلين الله له المغفرة وأن يسكنه فسيح جناته وإنا العين لتدمع والقلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا على فراقك يا أبا الشيخ فيصل لمحزونون.
** **
- د. فهد بن عبدالرحمن السويدان