سعد الدوسري
أكثر ما يثير الاستغراب، وفي وجود كل تلك المنصات الإلكترونية التي تعادينا وترفض الاعتراف بأننا على حق وصواب فيما نتخذه من قرارات بخصوص شأننا المحلي أو الدولي، هو غياب الأصوات الإلكترونية في الساحات الدولية، التي نملك بها سفارات مجهزة بكل التقنيات الحديثة. الملاحظ أن صوتنا الإعلامي في تلك الكيانات المهمة، شبه غائب.
تقوم الدنيا وتقعد، والعاملون في الأقسام الإعلامية، غير موجودين وغير متفاعلين، وكأن الأمر لا يعنيهم. وتجدنا، نحن البعيدين كل البعد عن الموقع الجغرافي للحدث، نتفاعل معه أكثر منهم.
أظن أنه آن الأوان لاختيار قيادات إعلامية مميزة، للإشراف على المنصات الإلكترونية، في كل سفارة من سفارات بلادنا.
وبهكذا ممارسة، سنجعل السفارة منبراً للتفاعل الإعلامي مع كل الوسائط في البلد التي هي فيه؛ تتابع كل ما يحدث في الدولة، وتشارك فيه، حسب الموقف الرسمي، ترد على كل نقاش حول بلادنا في دوائر الإعلام التقليدي والاجتماعي، وتسجل حضورها الدائم والفاعل في تلك الدوائر.
ونحن هنا لا نطالب بما هو خارج مهام مسؤولي الإعلام في السفارة، بل بما هو في صميم أدوارها التي لم نرها ولا نراها أبداً؛ المغرضون والجاهلون بواقع الحال في كل أنحاء العالم، مشغولون بتشويه صورتنا، ومن يُفترض أن يؤدي عمله الأساس في الرد عليهم أو توضيح الصورة لهم، مشغول في شؤون الاستقبال والتوديع.