فهد بن جليد
يبدو توضيح هيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المُزدوج -غير مُقنع للكثيرين- بأنَّ زيادة عدد أيام الاستهلاك أو انخفاضها عن ثلاثين يوماً في بعض الفواتير الأخيرة لا يؤثر في شريحة الاستهلاك لسببين، الأول هو تأخر التوضيح وعدم إبلاغ المُشتركين مع صدور الفاتورة، والسبب الثاني هو استمرار تداول قصص اعتراض الكثير من المُشتركين على زيادة المدة في الفاتورة بعد ارتفاع مبالغ الاستهلاك، مما يهددهم بدخول شرائح استهلاكية جديدة، وقبول الشركة للاعتراض.
تخوف الناس مُبرَّر كونه حدث قبل التوضيح، لأن أيام الاستهلاك المُحتسبة في الفواتير التي تم توزيعها على مُعظمهم زادت عن 30 يوماً - دون سابق إنذار- ومزود الخدمة يتعامل بحسب شرائح الاستهلاك، وصادف هذا فصل الصيف حيث الاستهلاك المُرتفع، مما جعلهم يعتقدون أنَّه تم مُعاملتهم بالفعل بحسب شرائح الاستهلاك الأعلى، وهو ما يُفسر استمرار مثل هذه المخاوف وتداولها حتى اليوم عبر وسائل التواصل الاجتماعي وفي أحاديث الناس داخل المجالس وفي المناسبات.
الهيئة أوضحت بأنَّ الأيام التي تزيد عن 30 يوما سيستفيد منها المُستهلك بحساب التعرفة بنصيب اليوم، مما يعني مُعاملتها بحساب الشرائح المُخفضة التكلفة، ولكنَّها أرجعت زيادة أو نقصان فترة الاستهلاك، إلى ما أسمته بعوامل مرتبطة بالتوقيت الزمني للقراءة الشهرية للعدادات، كأن تُصادف فترة القراءة الإجازات والعطل الرسمية والأسبوعية، وهو عذر جديد علينا كمُستهلكين ويصعب فهمه، حيث تعودنا بأنَّ شركة الكهرباء في السنوات الماضية كانت تحافظ على القراءة الشهرية المُستمرة طوال أيام السنة دون التأثر بالإجازات والعطل، رغم أنَّ الإمكانات والأدوات اليوم تطورت أكثر، مما يطرح أكثر من سؤال حول كفاية أعداد قارئي العدادات والأدوات التي يستخدمونها، وكيف يمكن الاستفادة من وقت عملهم وتنظيمه بالشكل الذي لا يضر بالمُستهلك، ويضمن القراءة الصحيحة في الوقت الصحيح.
حدوث الخطأ في فاتورة الكهرباء أمر وارد، وهذا مُشاهد في مُعظم الدول وبنسب محدودة ومعقولة، ولا أحد يمنع المُستهلك من مراجعة فاتورته، ومُطابقتها للعداد، بل الجميع يُشجع على ذلك، الأمر الأخطر والمرفوض في هذه القصة، هو تسلل بعض ضعاف النفوس والمُغرضين إلى عقول الناس واستغلال ما حدث بالترويج بينهم بأنَّ شركة الكهرباء تستغفلهم باحتساب أيام أكثر لينتقلوا إلى شرائح أعلى، وهو ما يستوجب التوضيح أكثر من هيئة تنظيم الكهرباء، ومُحاسبة من يروجون عبر حساباتهم في وسائل التواصل الاجتماعي لمثل هذه الإشاعات حول خدمة مدعومة في الأصل من الدولة حتى الآن.
وعلى دروب الخير نلتقي.