«الجزيرة»- سلطان الحارثي:
قبل أيام قليلة وبينما كان الوسط الرياضي بأكمله ينتظر من الهيئة العامة للرياضة واتحاد القدم إعلان «ديون الأندية» كما حدث في الموسم الماضي والذي وصلت فيه الشفافية في هذا الجانب لدرجة كبيرة، أصبح يتسرب الخوف للمنتمين للعدالة، خاصة بعد بث شائعات عنوانها الكبير، لن يفصح أحد عن ديون الأندية، وسوف تُسجل تلك الأندية المديونة جميع لاعبيها حتى وإن وصلت ديونها لمئات الملايين...!
هذه الشائعات لم تجد من المسؤولين في هيئة الرياضة، واتحاد القدم أي نفي، وقد تواصلت « الجزيرة « مع عدد من المسؤولين في الهيئة واتحاد القدم ولم تجد أي تجاوب!!
وأصبحت الغالبية في الرسط الرياضي يتداول تلك المعلومة على أنها واقع يجب التسليم به، وهذا إن حدث بالفعل فهي «كارثة» تُسجل ضد هيئة الرياضة واتحاد القدم، فهاتان الجهتان هي المسؤولة عن الأندية التي «غرقت» في وحل الديون، وأصبحت تصرخ من جراء ما عليها من ديون باهظة وصل بعضها إلى أروقة الفيفا، وأساءت لسمعة الكرة السعودية، وحينما «فرح» الوسط الرياضي بإعلان رئيس هيئة الرياضة السابق الأمير عبدالله بن مساعد عن أنظمة وقوانين ستحد من تلك الديون، وسوف تتقلص بفعل التطبيق الذي بدأ في الفترة الشتوية الماضية، إذ لم تستطع بعض الأندية من تسجيل لاعبين جدد لأن ديونها تجاوزت السقف الذي حددته هيئة الرياضة، ولكن هذه الفرحة التي رسمتها هيئة الرياضة في الموسم الماضي لم تكتمل هذا الموسم، إذ إن الشائعات التي يتم تداولها حالياً أصبحت تقلق كل من يحب الرياضة السعودية، وينظر لها بعين المحايد.
إن منح الأندية الغارقة في الديون فرصة تسجيل لاعبيها بدون سداد الديون التي تتراكم عليها سيجعل تلك الأندية تعلن إفلاسها عما قريب، وهذا ما لا نتمنى حدوثه، خاصة ونحن نتحدث عن أندية كبيرة وجماهيرية، يتبع لها مئات الآلاف من الجماهير، فإن سقطت تلك الأندية بفعل تراكم الديون، فسوف تكون المشكلة أعظم مما هي عليه في الوقت الحالي والذي بالإمكان أن يتم علاجها وفق الأنظمة التي أُقرت في الموسم الماضي، وصفق بها جميع المحايدين في الوسط الرياضي، لأنها كانت ستنقذ الأندية من مشكلة عظيمة.
إن عقلاء الوسط الرياضي لا يتمنون أن تصدق شائعة تسجيل الأندية المديونة للاعبين جدد، فإن صدقت الشائعة، وأصبحت واقعا فعلى رياضتنا السلام، فهي بذلك تساعد الأندية مؤقتاً، ولكنها في نفس الوقت تدمر مستقبلها بفعل تراكم الديون، ناهيك عن أن هيئة الرياضة واتحاد القدم يتساوى في نظرهما النادي الذي يحسن التصرف في الأمور المالية، ويعرف كيف يدير ناديه بناء على ميزانيته، وبين النادي الذي يتخبط، ولا يعرف كيف يتصرف في ميزانيته، ويتجاوزها عامداً متعمداً، لأن الرئيس وإدارته يبحثون عن منجز مؤقت، ولا ينظرون للمستقبل.