سعد الدوسري
يركز نظام جرائم المعلومات الالكترونية، أكثر ما يركز، على أولئك المتورطين بنشر التحريض السياسي أو بدعم الإرهاب والإرهابيين. أما «مجرم الغفلة» الذي أشرت إليه بالأمس، فإن أحداً لا يلتفت إليه، على الرغم من أنه قد يسيء إلى أمن الوطن إساءات لا حدود لها، إما عبر تغريدة غير مسؤولة، أو من خلال صورة منتقاة بهدف البلبلة، أو حتى بواسطة فتوى في غير محلها، غير مستندة على أساس شرعي.
إن الذين يتصدون لمجرمي الغفلة، من المتابعين المنتمين لوطنهم والمدافعين عنه، لن يظهروا في منصات أولئك المغرضين، والذين سينتقون حتماً كل ما ينشره المجرمون، ويبرزونه، ويعلقون عليه، معتبرين إياه، الممثل الشرعي والوحيد للرأي العام السعودي. ولا يخفى على أحد، كم حجم الذين لا يعتبروننا أصحاب حق في وجودنا على الأرض، وكم حجم المنصات والمنابر التي تدعو إلى فنائنا. ومن حقنا، تحت هذا الظرف، أن ندافع عن أنفسنا، وأن نمنع كل من يحاول تشويه صورتنا، عن قصد أو غير قصد، من أبنائنا وبناتنا، عبر الآليات التي طالبت بالأمس بإيجادها، لتوعية وتثقيف هؤلاء، بالتأثير السلبي لما يطرحونه من آراء على أمننا.
إن ترك الساحة الالكترونية تنهش بصورة وسمعة وسلامة بلادنا، على أيدٍ هي أيادينا، لا يمكن أن يكون مقبولاً، ولن يكون له تفسير سوى اللامبالاة غير المفهومة، والتي ستفرز واقعاً لن يسرنا أبداً.