جاسر عبدالعزيز الجاسر
بعد تكشف الكثير من المعلومات التي أكدت، وبالوثائق، عن تشجيع ودعم حكام قطر للجماعات والمليشيات الإرهابية التي تستهدف المملكة العربية السعودية، وطناً ومواطنين، وبعد الكشف عن تزويد حكومة قطر للحوثيين، بالأسلحة والأموال وتجهيزهم للقيام بأعمال عدائية ضد الأراضي السعودية، وفرض تحالف جماعة الإصلاح اليمنية التي هي فرع لجماعة الإخوان الإرهابية في اليمن على وقف المواجهة مع الحوثيين بل وحتى التحالف معهم، رغم قيام الحوثيين بإغلاق مدارس تحفيظ القرآن التي يشرف عليها حزب الإصلاح «إخوان اليمن»، و رغم قتل الحوثيين وطرد اليمنيين من المناطق التي يسيطرون عليها في صعدة وعمران والآن في صعدة وحجة، بعد ذلك كله فقد ثبت أن حكومة قطر دعمت الحوثيين وأقنعت علي عبد الله صالح بوقف مواجهة الحوثيين، بل ومولت تعويض من قبضت عليهم حكومة علي عبد الله صالح بعد إطلاق سراحهم، حيث تم صرف مبلغ عشرة آلاف ريال قطري وبندقية كلاشينكوف لكل فرد من الحوثيين، وجميعها دفعت قيمتها حكومة قطر، ومقابل ذلك تعهد قادة الحوثيين بالعمل على تحقيق طلب حمد بن خليفة وقرين الشر حمد بن جاسم، بأن يرفعوا رايات الحوثيين السوداء على مباني جازان ونجران، وأن يستولوا على مناطق في المملكة العربية السعودية، بل أكثر من ذلك، فقد تعهدوا بتهديد الأماكن المقدسة ووصول قذائفهم إلى مكة المكرمة، من خلال تحالف شيطاني ثلاثي مكون من الحوثيين وجماعة الإخوان الإرهابية اليمنية وضباط ومدربي الحرس الثوري الإيراني، على أن يكون التمويل من قبل قطر.
بعد كشف كل هذه الحقائق، وبالوثائق التي سلمت إلى الوسطاء الذين يتوسطون لإعادة قطر إلى جادة الصواب بعد أن انحرف سلوك حكامها منذ عام 1995، ماذا سيكون موقف أهل قطر، من كل هذا التآمر والحقد والعمل على تقويض أمن واستقرار أقرب وأوثق بلاد لهم، فالقطريون وقبل أن يتولى أمرهم حمد بن خليفة وقرين الشر حمد بن جاسم كانوا أقرب الناس للسعوديين، ولا زال السعوديون يعتبرون القطريين أقرب الناس لهم، وقد أظهرت حادثة «ضياع» طفل قطري في تركيا كيف تضامن وانخرط السعوديون جميعاً، ممن كانوا في تركيا، في البحث عن طفل قطري هو في الحقيقة أحد أطفالهم الذين يدمر مستقبلهم حمد بن خليفة ويجاريه من عُيّن مكانه تميم بن حمد.
ماذا يستفيد القطريون من استهداف حكومة لدولة جارة أكثر من شقيقة بالنسبة للقطريين وخدمة لدول يحكمها أعداء للعرب وللخليجيين ومنهم القطريون؛ فعداء وخبث ومؤامرات ملالي إيران لا يمكن إخفاؤها، وقد كشفت الوثائق وما تم الإعلان عنه من مؤامرات وأفعال حمد بن خليفة وحمد بن جاسم ومواصلة ما يقوم به تميم بن حمد، منذ تعاون حمد بن خليفة ومعمر القذافي وصوغهم لمؤامرة اغتيال الملك الراحل طيب الذكر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، ودعمهم للحوثيين وإخوان اليمن للنيل من الأراضي السعودية في الجنوب، ودعمهم وإرسالهم للإرهابيين والأسلحة إلى القطيف، يظهر أن من يحكم قطر منذ عام 1995 وحتى الآن أعداء متخفون بملابس أشقاء، وهو ما يجعل كل سعودي يثق أن دولة قطر تمارس العدوان على أرضه ووطنه وأهله بعد إعلان حكام قطر الحرب على السعودية، مما يفرض على من يقومون بالوساطة أن يفهموا بأن مهمتهم تبدأ أولاً بوقف دعم إرهاب حكام قطر الذي شمل الأعمال الارهابية في السعودية وفي مصر وليبيا وسوريا، وحتى من يقومون بالوساطة وصلهم شرور حكام قطر، وإن لم يعلنوا ذلك، وحتى يتم وقف هذه الأعمال الإرهابية ووضع آلية لمراقبته، عندها يتم الحديث عن جدوى إعادة من ضل الطريق.