أمل بنت فهد
كتبت يوماً مقالاً بعنوان: شركات التوصيل «ضربة معلم» تلك الشركات التي استهدفت الجيوب الناعمة وحصدت منها الكثير ولا تزال تحصد.. ذلك قبل رواج ضربة المعلم الثانية من قبل شركات التوصيل الحالية.. ولسوف تظهر أفكار جديدة لحصدٍ أكثر.. ولأن ملف قيادة المرأة للسيارة ملف اجتماعي بحت لم يتهتك برغم كثرة تداوله بين يد ويد وبرغم تضخمه.. لا تزال الحلول المطروحة مجرد إحداث ثقب جديد في المحفظة النسائية لتصب في جيب الوافد أو المواطن.. المهم لا تقود وانتهى.
المرأة السعودية سابقاً ليست المرأة السعودية اليوم.. والرجل كذلك.. فالمرأة أصبحت تنافس الرجل في المسؤوليات المادية.. والأسرية.. فهي اليوم تعول نفسها.. وتعول أسرتها.. وتعول أبناءها.. نفس المسؤوليات مع فرق الفرص المتاحة.. حتى في سهولة التنقل.. نجد الرجل يمارسها كيفما شاء.. وعائقه الوحيد امتلاك السيارة.. بينما المرأة فوق عائق امتلاك السيارة فهي تخضع لمزاجية الوافد ومهارته ومهنيته لأنه سيقودها نيابة عنها.. أو ستكافح في معركة البحث عن وسيلة تنقل لها ولمن تعولهم.
الجميل في ملف قيادة المرأة أنه يكشف الوعي العميق الذي تتمتع به المرأة السعودية في مطالبتها.. حين أدركت أنها غير مُلزمة بتحمل تبعات تحسس المجتمع من القيادة.. بل طالبت بحقها لأنها تدرك حجم المسؤوليات التي تحملها.. ولأن الموانع ليست منطقية.. مجرد هواجس ومخاوف تنسفها الحلول المطروحة والتي لا تخدم المرأة إنما تزيد من أعباء التنقل.. وجل المصالح تصب في خانة المستنفعين من حاجة المرأة.. وكثير ممن عمل في مجال التوصيل يشرح السيولة المادية التي حصل عليها من حاجة المرأة.
وللمرأة أن تسأل:
كم يدفع الرجل مقابل حرية التنقل والمواصلات؟ وكم تدفع المرأة مقابل ذلك؟
اترك الحسبة لكم..
لماذا يعتقد البعض أن قيادة المرأة تعد بفوضى؟ في حين الرجل يقود بكل أريحية ولا تتم المزايدة على أبوته أو مسؤولياته.. من الذي يمكنه أن يقول إن المرأة ستتخلى عن قيمها.. أو واجباتها.. أو أمومتها حين يتغير مكانها في السيارة من الجلوس في الخلف.. إلى الجلوس في الأمام! هل هذا سبب كافٍ لتضيع الأسرة! هل نعي ما نقول؟ أم أننا نكرر مخاوف وكلام غيرنا؟ مخاوف تفضح انعدام ثقة بعض المتحدثين في بناتنا وشبابنا.
آن للمرأة أن تقود سيارتها بنفسها.. وإذا خالفت تعامل كالرجل تماماً.. القانون واحد.. وليكن لدينا شرطيات سعوديات.. وحجز نسائي.. والقيادة حرية قرار تملكه المرأة وحدها.. لأنها المتضررة من هذا المنع.. ما الفرق بينهما فهي تعمل وتنفق وتعول مثلها مثل الرجل إن لم تزد عليه!.