سعد الدوسري
كل ما كان يحدث في بلادنا بالأمس، كان يحدث تحت المجهر.
كل ما يحدث في بلادنا اليوم، يحدث تحت المجهر الإلكتروني.
لقد صارت المنصات الإلكترونية، وسيلة مراقبة مخيفة، تشبه المجهر الإلكتروني الذي يستخدمه الباحثون في المعامل، والذي بإمكانه أن يكتشف ما وراء الخلايا المجهرية. لم يَعُد هناك ما يسمّى «بمعزل عن العالم». ليس هناك من هو بمعزل، الجميع مكشوفون على الجميع. كل تدوينة وكل صورة وكل مقطع فيديو، يصدر من منصاتنا المحلية، تتم مراقبته وتقييمه من جهات قد لا نفكر فيها أو في أهدافها وغاياتها.
لقد أتاح النشر الإلكتروني حرية الرأي والتعبير. ومن بعده، صار الحراك الجماهيري أوسع. وعن طريقه نجحت جماعات تخريبية في الوصول للسلطة، مما استدعى بعض الحكومات لإغلاق بعض المنصات، أو تقنين ومراقبة استخدامها. وتحول الذين كانوا ينادون بإطلاق حرية الرأي في الإعلام الاجتماعي، إلى دعاة تقنين ومحاسبة. ونشأ بعد ذلك نظام الجرائم المعلوماتية، والذي قد يحكم على مستخدم المنصات الإلكترونية، لسوء استخدامه لها، بالسجن أو الغرامة.
المقلق في الموضوع، أنّ هناك من لا يندرج ضمن قائمة مجرمي المعلومات، لكنه قد ينشر ما يعرض سمعة بلاده أو مجتمعه للتشويه. وقد يتسبب، بوعي أو بدون وعي، في المساس بأمن وطنه. هؤلاء، يجب أن تكون هناك آليات خاصة بتوعيتهم، دون المساس بحريتهم في التعبير عن القضايا الأخرى.