لم تكن الرؤية السعودية الثاقبة 2030 قاصرة على جانب دون آخر، بل ظلت شاملة لكل جوانب الحياة وأبعاد الاقتصاد الوطني. وقد ضم أفق الرؤية بشارة كبيرة وفرحة لكل مربي الإبل وعشاقها ومحبيها وهواتها في كل مكان، وذلك بصدور الأمر الملكي الكريم بإنشاء نادي الإبل الذي جاء ملبيًا لطموحات وتطلعات مُلاك الإبل ومحبي التراث العربي الأصيل، ومجسدًا لحرص الدولة - رعاها الله - وحفاظها على جذورنا التاريخية وكل موروثاتنا الحضارية وثقافتنا الأصيلة المشرقة.
لقد جاء الأمر الكريم بإنشاء نادي الإبل موفقًا وصائبًا ومنسجمًا مع أبعاد الرؤية الشاملة، ومعززًا اهتمام الدولة بكل مظاهر التراث والثقافة العربية الإسلامية، ومواكبًا لاهتمام المواطنين، خاصة مربي الإبل ومحبيها ومتابعي سباقاتها ومهرجاناتها التي يؤمها الناس من مختلف البلدان. كذلك يؤكد الأمر بإنشاء نادي الإبل ارتباط الإبل بكل أشكالها وألوانها وسلالاتها بمواطن هذا البلد الغالي وتاريخه، كما يشكل فرحة وسعادة لكل هواة الإبل وعشاقها في أنحاء المملكة العربية السعودية والخليج والوطن العربي قاطبة، ويؤكد أهمية الإبل ووزنها وثقلها الثقافي والسياحي والرياضي والاقتصادي؛ ما يجعلها ركنًا أصيلاً وجزءًا لا يتجزأ من اقتصاد الدولة، فضلاً عن أهميتها في الجوانب الأخرى.
هذا الأمر الذي أثلج صدور ملاك الإبل وهواتها في كل مكان يعكس حرص سمو ولي العهد - حفظه الله - واهتمامه المعروف بتطوير هذا الموروث وإيصاله إلى العالم في قالب منظَّم حديث، وبصورة ترتقي لمكانة المملكة السياسية والاقتصادية والإنسانية.
وقد جاء تأسيس أول نادٍ للإبل ترجمة لهذا الاهتمام وهذا الحرص، ويتوج كل جهود سموه ومواقفه السابقة في هذا المضمار، وزاده شرفًا وفخرًا إشراف سموه على هذا النادي؛ ما يعزز مكانته، ويؤكد نجاحه وتحقيق أهدافه المأمولة. ونبارك لإبي سلمان الثقة الملكية الغالية، وهذا شرف لكل مواطن، وبخاصة محبو الإبل ومالكوها وعاشقوها؛ فلسموه منا ومن كل محبي ومُلاك الإبل كل الشكر.
إن إسناد رئاسة النادي للشيخ فهد بن فلاح بن حثلين هو اختيار موفق وصائب، وهو وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وهو أهل لهذا الموقع، وهو صاحب الحنكة والدراية والقدرة على تطوير قطاع الإبل، وهو أهل الخبرة والحماس والحرص على خدمة هذا النادي وتطويره لبلوغ الأهداف التي أُنشئ من أجلها؛ فهو حفيد الفارس الشيخ راكان بن حثلين، يشد من أزره أعضاء مجلس النادي الأوفياء الذين توافر لديهم الخبرة والقدرة على تجسيد رؤى وأفكار سمو المشرف على النادي في هذا الجانب.
وهذا يجعلنا نطمئن على مستقبل النادي، بل نقول بكل ثقة إن مُلاك الإبل وهواتها موعودون بنهضة في مجال الإبل، ونقلة نوعية يقودها هذا النادي ورجاله الأوفياء.. وبمستقبل واعد، تتجسد فيه كل الرؤى الرامية إلى تطوير هذا التراث، والوصول به إلى المكان اللائق به محليًّا وإقليميًّا ودوليًّا، سائلين الله أن يمد سمو ولي العهد المشرف على النادي وسعادة رئيس النادي بعونه وتوفيقه، وأن يسدد خطاهما لما فيه مصلحة الوطن الغالي.
** **
- ناصر بن فهيد المسبل