أحمد المغلوث
نقرأ بين فترة وأخرى في الصحف المحلية أو مواقع التواصل الاجتماعي عن خروج أحد كبار السن من منزله أو خلال عودته من المسجد ولكنه لم يعد لمنزله. ونفس الشيء يحدث في مختلف دول العالم عن فقد أحدهم بل هناك من يخصص جوائز مالية كبيرة لمن يعثر على قريبه، وعندما يسأل رجال الأمن عن حالة الرجل يشير أهله إلى أنه يعاني من فقده للذاكرة أو يجيبون باستحياء أنه «خرف»..! والغريب أن حالة فقدان الذاكرة أو التعرض للزهايمر والخرف باتوا يشكلون ظاهرة عالمية أبرزها في السنوات الأخيرة التقدم الإعلامي الذي انتشر في العالم من خلال مختلف وسائل التقنية، فبات الجميع تصله آخر الأخبار والمستجدات التي تحدث في العالم لحظة بلحظة. وبالأمس القريب نشرت صحيفة «ديلي ميل» الشهيرة تقريرا جديرا بالإشارة إلى ماتضمنه عن الأسباب والبواعث التي وراء الزهايمر والخرف الذي يصيب كبار السن. والمدهش أن القارئ لهذا التقرير يكتشف حقيقة كانت مجهولة لدي الجميع بل حتى الأطباء والمختصين في مجال أمراض الكبار ألاوهي أن وراء الإصابة بالزهايمر عوامل عديدة بعضها يعود لزمن الطفولة أو تعرض الإنسان لتجربة مرهقة ومتعبة في بدايات حياته مثل فقدان أحد أفراد الأسرة أو طلاق أو التعرض لصدمة حياتية كارثية مما يؤثر على دماغ الإنسان. وقد حدد العلماء 27 حالة تضر بالدماغ وتجعله يتأثر مبكرا ويشيخ قبل الأوان مما قد يؤدي إلى أمراض مثل الزهايمر في وقت لاحق.. وهكذا ممكن أن يبدأ المرض من مرحلة الطفولة عندما يتعرض الطفل لمشاكل في المدرسة أوالحياة أو تواجهه أحداث شديدة الإجهاد..أما الأطفال الذين يكافح آباؤهم من أجل الحصول على عمل أو الذين يعانون من مشاكل تتعلق بالمخدرات والكحول فهم باتوا يعانون من ضغوط نفسية مدمرة. كل هذا وذاك إضافة إلى ماقد تعانيه الأسرة من مشاكل مالية أو حياتية أو اجتماعية وراء مايحدث للبعض منا من متاعب صحية مستقبلية. هذا ويعتقد العلماء إلى أن التوتر الشديد يسبب التهاب الدماغ مما قد يجعله أكثر عرضة لمشاكل الخرف وقالت الدكتورة « ماريا كاريلو»من جمعية الزهايمر الأمريكية: إن الأحداث المجهدة طوال العمر في مجملها تكون مؤثرة ومرهقة وبالتالي ينبغي أن ينظر إلى الخرف وصحة الدماغ على أنها قضايا الحياة وليس فقط منتصف العمر أو في وقت متأخر من الحياة. علينا أن نبدأ التفكير في صحة الدماغ منذ الولادة إن لم يكن من قبل. ومن جهة أخرى قام فريق من كلية الطببجامعة «ويسكنسون « في أمريكا بجمع بيانات (1,320 ) شخصا بلغ متوسط أعمارهم 58 سنة قدموا معلومات عن تجاربهم المجهدة وشاركوا في اختبارات الذاكرة والتفكير.وبالتالي وجدت الدراسة التي قدمت في المؤتمر الدولي لجمعية الزهايمر في لندن، وجدت أن من أجريت عليهم التجارب كانوا قد عانوا من أحداث مجهدة في حياتهم. والمدهش والمثير هنا أن كل تجربة مجهدة كانت تعادل حوالي أربع سنوات من شيخوخة الدماغ في المشاركين الأمريكيين من أصل أفريقي. وكان متوسط تأثير الشيخوخة في جميع المشاركين حوالي 1.5 سنة لكل تجربة. كما شهد الأمريكيون من أصل أفريقي أكثر من 60 في المائة من الأحداث المجهدة أكثر من المتوسط من البيض، والتي قال الباحثون إنها يمكن أن تفسر ارتفاع معدل الإصابة بالخرف في المجموعة العرقية. وأظهرت دراسة سويدية قدمت في المؤتمر أن نوعا من المسح الدماغي نادرا ما يستخدم في بريطانيا لأنه مكلف جدا يمكن أن يساعد على تحسين تشخيص الزهايمر في ما يصل إلى ثلثي المرضى.
وأظهرت دراسة ثانية من قبل باحثين من المملكة المتحدة أن الاستخدام المنتظم للأشعة بيت يمكن أن يعني التشخيص الدقيق لهذه الحالات..وأخيرا ماذا يعني «الزهايمر».
يشير موقع (webteb ) أن المرضى الذين يعانون من مرض الزهايمر غالبا ما يظهرون تغيرات شديدة في السلوك، فهم يصبحون غير قادرين على رعاية أنفسهم في كثير من الحالات وحتى إنهم لا يميزون بين الأشخاص. البعض ممن يصابون بمرض الزهايمر يفقدون تدريجيا المتعة من الأشياء التي طالما أحبوا القيام بها. للأسف الشديد، الكثير منهم يفقدون حتى القدرة على تمييز أحبائهم.