فهد بن جليد
بعد أن ظلمته في مقال الأمس عرفت لاحقًا أنَّ أُمَّ أيمن هي من اختارت هذا البلد، بعد استشارة صديقات السناب وخبيرات الصيف، وأن هذه هي المرة الأولى أصلاً التي يسافر فيها أبو أيمن إلى أوروبا رغم أن اللوم يقع عليه من أُمِّ أيمن طوال الوقت تجاه أي خطأ أو تقصير يقع في الرحلة. هو أخبرني بذلك عندما جمعنا مقهى الفندق الذي نسكنه جميعًا؛ لنفضفض لبعضنا عن هموم الأزواج العرب في الصيف. سامحكِ الله يا أُمَّ أيمن. وهنا أحب أن أشيد - بالمناسبة - بشجاعة حرمنا المصون، نفع الله بجهودها وبشجاعتها في تحمُّل كل الأخطاء التي قد تقع صيفًا من اختيارها.
على الأزواج الآخرين الاتعاظ بما حصل (لي ولصديقي الجديد أبي أيمن)، الذي جمعني به همُّ دفع ثمن أي خطأ ترتكبه المرأة عند ترتيبها لإجازة الصيف بالكامل؛ لأنها بكل سهولة تستطيع الاختباء خلفك؛ لأنك رجل شرقي حتى لو كنا في أوروبا.
على بُعد أمتار قليلة من الفندق سمعتُ الصوت يفضح (امرأة أخرى) تخرج من محل بيع الملابس وزوجها خلفها يحمل الأكياس (كما هي عادتنا في بلاد برا عندما يحاول البعض أن يُظهر شيئًا من احترام المرأة بحمل الأغراض عنها خلاف الأوروبيين). ويمكنك اكتشاف الصورة الحقيقية بزيارة أحد مولاتنا المحلية؛ لترى كيف أن المرأة لدينا تقوم بثلاثة مهام في وقت واحد (حمل الأكياس، رعاية الأطفال والتسوق بسرعة كبيرة) بينما الرجل (يتمخطر) - في الغالب - وهو يسير أمامها، أو ينتظر في الممرات، أو يجلس في السيارة على أقل تقدير.. لا عجب؛ فهو رجل شرقي، يعيش في الشرق، كمن يلعب على أرضه وبين جمهوره..
نعود لقصة تلك المرأة التي تقول لزوجها المدجج بالأغراض (وش ذا الرخص؟!)، بينما الحقيقة أن هناك سهمًا على باب المحل يقول (بضائعنا المخفضة في المعرض المقابل. زرنا الآن وادفع نصف السعر)؛ ما يدل على أنها دفعت أكثر بعدما قرأت التخفيضات بشكل خاطئ، مثلما فعلتُ أنا وأم حمد بالأمس، وسيفعل أبو أيمن وزوجته غدًا بكل تأكيد..
وعلى دروب الخير نلتقي.