عبد الله بن حمد الحقيل
تلقيت من الأستاذ بندر عثمان الصالح كتاباً قيماً بعنوان وحي الشباب وهي مجموعة قصائد تمثِّل جانباً آخر عن الشيخ عثمان الصالح لمن رغب في التعرّف عليه وعن رحلاته وتفاعله معها وقدرته على وصف بعض التفاصيل الدقيقة قبل أكثر من سبعين عاماً ولقد عرفت الشيخ عثمان وعاصرته ورافقته في عده رحلات فقد جمع بين إبداع الشعراء وحصافه الأدباء ولقد حقق مكانه مرموقة في الأدب والتربية والثقافة ساهم في النهضة الثقافية والتربوية فكان له أثر بارز فيها ومشاركته في ذلك ملحوظة وكانت مشاركاته الخيّرة نثراً وشعراً وفي هذا الديوان وفي تلك القصائد تاريخ نهضتنا الحضارية في حقبة من حقب نهضتنا الحالية .
لقد جاءت قصائد هذا الديوان في مناسبات متنوعة منذ عام 1362هـ، حيث كانت قصيدته الأولى معاني الصمان وروضة خريم والقصيدة الثانية عن الربيع والقصيدة الثالثة عن وحي الشباب، وفي آخر الديوان أرشيف الصور التاريخي حافلة بعبق الماضي الجميل والتاريخ العريق والشيخ عثمان كما هو معروف مدرسة حقيقية استطاع أن يقيم منهجاً تربوياً في تربية الكثيرين حينما كان مديراً لمعهد العاصمة النموذجي.
لقد قرأت تلك القصائد فكان مبدعاً بامتلاكه ناصية اللغة وتأثيره البالغ بديباجة الشعر العربي وله قصائد شتى عبر فيها عن مناسبات حياتية ووقائع ذاتية ورحلات متعددة وتجد في بعض قصائده جرياً على عادة السلف يزوّد الشباب بنصائح وقيم عليا ليلتزموا بها في مستقبل الحياة ولقد عرفته مرهف الحس يرصد من مواقف الحياة أرق المواقف وأكثرها تأثيراً في النفس وله جولات في وصف رحلاته وقصائد إخوانية بليغة كان يتمتع بشخصية محبوبة رائدة إلى جانب اهتمامه البارز بالعلاقات الاجتماعية وحب الناس وكانت مجالسه مفعمة بالعلم والثقافة والفكر المستنير.
وكنا نلتقي في صالونه الأدبي اثنينيته الشهيرة العابقة بالثقافة والموضوعات التي يطرح فيها ما يهم المجتمع بكل شرائحه وإبراز الفكر وإثراء الحركة الثقافية وما تعيشه بلادنا من نهضة علمية وثقافية وفكرية وحضارية شاملة ولكم تلقيت منه العديد من القصائد والتهاني منها قصيدته بمناسبة تعيني أميناً عاماً لدارة الملك عبدالعزيز وهي قصيدة طويلة أجتزئ منها ما يلي.
أبا حمد عميدٍ المخلصينا
وياشيخا مسيرته رزينا
بدارة قائد فذ عظيم
صعدت لها فصرت لها امينا
إن الحديث عن هذا الديوان وعن الشيخ عثمان حديث يتشعب ويتسع بقدر اتساع ثقافتة واهتماماته، حيث جمع بين الأصالة والمعاصرة وكم أتمنى من أبنائه أن يتولوا إصدار سيرته وأعماله وبحوثه ومقالاته لكي يسعد برؤيتها طلابه ومحبوه لقد استمتعت في قراءته هذا الديوان ولا أملك إلا الشكر للصديقين العزيزين بندر بن عثمان الصالح وعبدالمجيد بن محمد الصالح على جهدهم ومل قدموه هو خدمة للعلم والأدب والثقافة.