عبدالحفيظ الشمري
يعد النشاط التطوعي هو الحلقة الأقوى في مجال العلاقة المثمرة بين المجتمع وباذلي العطاء والخير، وهو المحرك الرئيس للكثير من الأنشطة الخيرية، والأعمال الإنسانية التي يتصدى لها فئة من المجتمع.. تؤمن بأن العمل الخيري والمجال التطوعي رسالة سامية يجدر بنا التفاعل معها، وخدمة منهجها، وتحقيق الأهداف المرجوة منها.
وتُحرك هذه الجهود التطوعية وتدعمها عدة عوامل.. أهمها وأقواها هي طاقة البذل والعطاء لدى المتبرعين والمانحين الذين يرون بجهود الشباب والشابات في المجتمع عونًا وسندًا لهم في إيصال المساعدات، ومد يد العون لفئات من المجتمع تحتاج إلى جهود كبيرة، وتعاون مميز من أجل بناء علاقة فاعلة، وقيام أعمال خيرية تسهم في مد يد العون والبذل والعطاء في كل زمان ومكان.
من هنا تبرز أهمية وضرورة تعزيز دور الشباب في مجالات التطوع من خلال بناء منظومات تعاونية وتضامنية تتحد فيها جهود الجميع، مع السعي إلى تصميم آليات عمل لهذه الأنشطة والأعمال التي يجدر أن تمتزج فيها الخبرة والدراية والمران، لتحقيق أهداف العمل التطوعي الذي يسعى إليه الكثير كل بما يستطيع.
ومن المهم أيضًا -هذه الأيام- توسيع خصوصية العمل في المجال التطوعي وذلك بفتح مجالات أوسع، ومناشط أكبر للعمل الخيري والتطوعي، من أجل أن تكون المشاركات الشبابية شاملة، لأن ما يلاحظه المتابع لمثل هذه الأنشطة في السابق أنها ظلت مرتبطة بتوزيع الطعام والكساء على بعض المحتاجين.. لذلك فإنه من المهم أن يكون شاملاً لأبرز أوجه الحياة، واحتياجات الناس المعنوية والإنسانية كالمشاركة في الإغاثة الإنسانية، وحماية البيئة، والعمل الجماعي في مجال الصحي، والأمن والمرور، والإطفاء، والإسعاف، وأوجه العمل التطوعي في المجال الخيري والأسواق، وأنشطة الأسر في المرافق العامة.
كما أن أبرز ما يميز العمل الخيري والتطوعي هذه الأيام هو فتح باب التطوع والمساهمة مع الجهات الخدمية في موسم الحج، حيث تعد هذه التجربة من أجل وأنبل المشاركات، لأنها تتعلق بالركن الخامس من أركان الإسلام في المشاعر المقدسة، وخدمة لضيوف الرحمن الذي ينتظرون منّا ومن بلادنا الكثير ومن الجهد والعطاء الذي يعد واجبًا مهمًا من واجباتنا تجاه ضيوف الرحمن.
أضف إلى ذلك فإن آليات العمل التطوعي تتنوع؛ وتختلف حسب أي منطقة أو جهة، أو بلاد، إلا أنها تلتقي عادة في المضمون الإِنساني، لتظل الخدمات التي يقدمها المتطوع متجددة في مهام المجتمعات القوية، التي تتقن العمل الجماعي، وتحرص عليه، وتقدمه ضمن واجبات المجتمع وأعماله اليومية؛ ولا ننسى في هذا السياق دور المنظمات الإنسانية وأبرزها منظمات الأمم المتحدة التي توثق آليات العمل الخيري والتطوعي، وتعممه في كل مناسبة.. ليحقق الأهداف المرجوة منه في الكثير من الأماكن من العالم؛ لا سيما تلك التي تشهد الكثير من الاضطرابات والحروب والنزاعات، وما تخلفه من فقر ومجاعة.. لذلك تحتاج إلى مزيد من جهود الخير، وأيادي المتطوعين.