سعد الدوسري
إن نشر التجارب الإيجابية في مجال ترفيه كبار السن، سواءً عبر البرامج الاجتماعية أو الرياضية أو الفنية، سيؤكد على ضرورة أن تستمع هيئة الترفيه، لما نطرحه عن احتياجات كبار السن. ولعل من أجمل التجارب التي قرأنا عنها مؤخراً هي تلك التي بادر بها الاستشاري الجيولوجي المتقاعد، أحمد محمد جمعان الغامدي، للوصول لقمم جبال الهملايا، وهو في عمر السبعين.
يقول الغامدي: «بعد التقاعد بدأت في رياضة المشي، وخاصة المشي الجبلي، وتطورتْ الهواية، حتى تمكنت بفضل الله من الصعود إلى المخيم الرئيسي لقمة إفريست في جبال الهملايا بالنيبال. الرحلة استغرقت 13يوماً؛ حيث استمر الصعود لنحو 8 أيام، قطعنا خلالها حوالي 70 كيلومتراً ذهاباً، ونزولاً بمسافة 70 كيلومتراً لمدة خمسة أيام».
وعن هدفه من هذه الرحلة، قال: «في هذه الرحلة أحببت أن أوصل رسالة بأن تقدم السن ليس عائقاً أمام الإنسان ليمارس هوايته، كما أحاول أن أغير المفهوم التقاعد، من مت قاعد، إلى مت ماشي».
هذا السبعيني، الذي أهدى إنجازه لزوجته التي عاشت معه 42 عاماً، يجب أن يكون مثالاً لكل المسنين والمسنات، فالحياة تبدأ في الستين، بعد أن تنضج كل التجارب المعاشة، ويبدأ الخيار الشخصي في استغلالها، للاستمتاع بالعمر المديد، بإذن الله. أما الصورة التي رسمتها أمس للمسن أو المسنة، اللذين يعيشان في غرف مظلمة، فيجب أن نسهم جميعاً في القضاء عليها، عبر فتح كل الأبواب والنوافذ، للنور والحياة.