فهد بن جليد
الرجل في ثقافتنا العربية غالباً هو من يدفع ثمن أخطاء النساء، المرأة لا يمكنها تحمل أخطاء قراراتها واختيارها، ولكنَّها في كل مرة تصِرُّ على أن تكون هي من تفرض وتقرِّر وتُلِّح وفي النهاية تهرب من دفع الثمن -هذا بالطبع ليس تعميماً على كل النساء- ولا يمكن اعتباره تحيزاً عنصرياً للرجل الشرقي وظلماً للمرأة، فالشواهد من حولنا كثيرة مع التأكيد أنَّ هناك نساء يدفعن اليوم ثمن هروب الرجل وكذبه واستغلاله لهن، ولكن كفة دفع الرجال لأبهظ الأثمان تبدو راجحة.
في الشوارع الأوروبية المكتظة بكل الجنسيات، تستطيع غالباً معرفة السياح الخليجيين من ثلاثة أشياء خلاف الملامح (البوهة، السحنة، الدم العربي)، فالألوان المُتناقضة والصارخة للملابس التي يرتديها الرجال بين التكلف وعدم إتقان فلسفة التنسيق -تفضحهم أيضاً- خصوصاً إذا كانت هذه الملابس شبيهة بما هو معروض في المحلات التي يزورها السياح، مما يدل على أن هذا السائح حديث عهد بموضة (دون كيِّ الملابس في بعض الحالات).
الأمر الثاني هو اختيار ربعنا للتصوير والوقوف في الأماكن الخاطئة مع تحركهم الجماعي، كسلوك مُشترك دون أن يكون لأحدهم الحرية الكاملة في التجول المُنفرد.. فمثلاً لو أراد أحدهم شراء شيء من محل فكل المرافقين له سيدخلون معه ذات المحل من باب الفزعة والسلوك الجمعي ليشاركوه اختيار الألوان والمكاسر والحديث مع البائع.
ثالثاً التحدث بصوت مُرتفع وهو ما يكشف جنسياتنا مثلما حدث أمام عيني عندما سمعت صوت امرأه تقول لزوجها وهي تنظر إلى أحد الكلاب الضخمة التي تتجول عادة بكل حرية مُطلقة في شوارع المُدن الأوروبية وتشارك الناس أسواقهم، وتقاسمهم حياتهم ومعاشهم، لتصرخ مُعاتبة زوجها (أبو أيمن وش هالديرة، ليش قدام كل محل كلب، وشلون ندخل ونتسوق)، وأبو أيمن يحاول التماسك أمام صغاره وهو يقول (ما عليكم منها، تعالوا وراي ولا تطالعون فيها).
أنا شخصياً شعرت بالحنق على أبو أيمن كيف يأتي بأطفاله إلى هنا، دون أن يحسن التصرف، ولماذا يبدو دكتاتورياً في تصرفاته، وهذا يتضح من أنَّ أم أيمن مغلوب على أمرها ولا تستطيع رؤية العالم الخارجي والتعاطي معه إلا من خلال عيون أبو أيمن هذا الرجل الشرقي الذي جاء إلى أوروبا وهو ما يتضح في حادثة الكلب -أجلكم الله-.
غداً تنكشف الحقائق في هذه القصة..
وعلى دروب الخير نلتقي،،،