خالد الربيعان
تقول الحكمة: (يكفي أن يكون بالصندوق تفاحة واحدة فاسدة كي تقوم بإفساد جميع التفاحات الأخرى السليمة)! هذه الحكمة لو قمنا بقياسها على المنظومة الرياضية هذه الأيام سنجد شيئًا خطيرًا، هو أنه: لا يكفيك كناجح في هذه المنظومة أن تكون ناجحًا! بل أن يكون الكل ناجحًا! نعم! فشل أطراف أخرى في المنظومة قد يضرك أنت! رغم أنك تعمل كل ما عليك وأكثر! أليس في فضيحة الكالتشيو بولي الشهيرة كان المدانون فيها أربعة أو خمسة أندية فقط؟! ماذا حدث؟ الكرة الإيطالية كلها فقدت سمعتها! وخسرت الكثير جدًّا معنويًّا وماديًّا في أشياء، كالنقل التليفزيوني واهتمام عاشقي الكرة بالدوري الإيطالي، ورحيل نجوم كثيرين إلى أندية أخرى خارج البلاد، وتضررت أندية كثيرة بالديون، وتعرقلت عملية التسويق الرياضي.. ولم تفق الرياضة الإيطالية منها حتى الآن!
المنتخب الإيطالي منذ 2006 مثله مثل منتخب أقل من المتوسط ككرواتيا والنمسا وسويسرا!
الأمر أصبح في منظومة الكرة السعودية غير جيد تمامًا؛ والسبب في ذلك عقم إداري غريب في ناديين أو ثلاثة! والمفترض أنها أندية كبيرة! كيف يكون لنادٍ كبير جدًّا في تاريخه وجماهيره أن تكون عليه مستحقات وقضايا "ذكرت" في أغلب وسائل الإعلام، ووصل النادي بفضلها لمنصب (شيخ للعالمية أو المونديالية) في المستحقات المالية المتأخرة، والرقم القياسي في عدد قضايا اللاعبين؟! كيف تُدار أي منظومة ولو كانت جمعية خيرية بهذا الشكل؟! عندنا أندية مهددة بالهبوط أو خصم نقاط بسبب ديونها ومستحقات متأخرة عليها! وآخر الأخبار نادٍ آخر ملزم بسداد 5 ملايين ريال في أيام قليلة وإلا دخل الموسم الجديد بلا أمل في المنافسة بعد "خصم نقاط"!! هكذا من أولها!
هذه الأخبار وغيرها على مدى سنوات جعلت الإنسان منا يضج! سنوات كثيرة من هذه الحال.. جعلته يأمل في أي حل ينهي هذا.. والحمد لله أن قرار الخصخصة سيفعَّل هذا الموسم! وأنا معها حتى ولو لم تطبق بالطريقة المثلى وامتلأت بأخطاء! أي أن أي وضع آخر أفضل من هذا الوضع الذي نحن فيه نرحب به!
الأمر كله مرتبط أولاً وأخيرًا بـ"استقامة" من يوجد على كرسيه أو منصب ما، مهما بلغ هذا المنصب من ضآلة! فإنه يؤثر جدًّا في نهاية الأمر، فما البال بمن يدير ومن يترأس؟! يجب أن يختفي الجو المؤامراتي الموجود بهدف أول وأخير، هو "البقاء على الكرسي"! يجب أن يعرف الناس أنه "لا بقاء لشيء أصلاً"!! هذا الجو المؤامراتي هو المسؤول عن كل ما نراه: إقصاء كوادر مفيدة، ومبالغة في الظهور الإعلامي، الظهور بمظهر الشهداء و"أنا جيبي للنادي"، ودفعت الكثير في فترة كذا! طرد أعضاء شرف مهمين وذوي ثقل، "تجاهل المستحقات والديون على النادي أملاً في أن تسددها الهيئات الحكومية المختصة!
صدقوني، سترون كم كنا في لخبطة كبيرة عندما تأتي الخصخصة وتكشف أوراق الأندية المخبأة والمهازل الإدارية الأخرى التي لم تعرف في حينها، كما سترينا من جانب مستقبلي آخر كيف يكون حال الإبداع في الأندية بعد أن ذهبت وجوه معينة منها بلا رجعة.. وسوف ترون مستقبلاً كيف يتم استغلال موارد وإمكانات أندية كبيرة ولها تاريخ في الكرة السعودية، هذه الوجوه تحديدًا التي قامت شدت للوراء في زمن اللخبطة!
لغز
أخيرًا للقراء في المنازل: حل معي اللغز، ولك مني هدية!
لو عندنا صندوق كرتوني "جميل"، به 14 تفاحة، فما المقصود بالتفاحات الثلاث الفاسدات فيه؟! يمكنك الاستعانة بالمقال!