الصحة السعادة الحب الصداقة حب الذات الحرية الكرامة الاستقامة حب الآخرين مشاعرنا النجاح المنصب رضا الآخرين عواطفنا الحرمان الشهرة الكرم الصمت الظلم ولجميع تصرفات الإنسان لكل شيء نريد أن نحققه لأنفسنا ثمناً سواء ما نريد تحقيقه أكان إيجابيا أم سلبياً. أحياناً ندفع أثماناً باهظة وزمناً طويلاً وربما نصبح تحت الثري دون أن نحقق ما نريده.
قبول ورفض دفع الثمن يعتمد على مدي التنازل لإرضاء الآخرين وذواتنا.. لنتفق جميعاً على أن كل إنسان على وجه هذه الأرض لا بدّ أنْ يدفع الثمن فلكل شيء ثمن. أقتبس (إناّ نحسب الغنى بالمال وحده، وما المال وحده؟ ألا تقدرون ثمن الصحة؟ أما للصحة ثمن) علي الطنطاوي. أما للصداقة من ثمن.
سئل رئيس وزراء بريطانيا الراحل ونستون تشرشل لماذا لم ينتخبه الناس رغم انتصاره في الحرب العالمية الثانية فأجاب: «إن ثمن النجاح أعلى من ثمن الفشل» وإن ثمن الكبرياء التهرب من الذات، وثمن حب الآخرين التسامح والوجه الناعم، وثمن الصداقة التقدير والاحترام، وثمن الغربة خسارة الوطن والأهل، وثمن السيارة الجميلة الحديثة أقساط تأكل الراتب، وثمن الزجه الثانية عادة عقد الماس أو ساعة يد ثمينة، وثمن زواج المسيار التخلي حقوق تُحبها الزوجة لكنها مرغمة، وثمن قيادة السيارة بسرعة عالية التهور، وثمن قطع إشارة المرور غالباً الاصطدام وربما قتل نفس بريئة.
هُناك من يدفع ثمناً باهظاً ليس مقابل أمراً معقولاً أو مقبولاً إنه مقابل الشهرة السلبية التي تُضحك الكثير وتؤلم الآخرين وتنتهي حين تغيب الشمس ويمضي السّراب في طريقه. هناك من يبالغ في حفلات الزواج، وربما الطلاق، هناك منْ يدفع أثماناً باهظة لِيُعكّر صفو الآخرين ويفرح حين يشتت القلوب ويجرحها. وهناك منْ لا يراعي مشاعر الآخرين ويرقص على عدم تحقيق أحلامهم.
ثمن الترف، لماذا البعض -والحمد لله إنهم قليلون- يشترون سبحاً تبلغ قيمتها أرقاماً خيالية، لماذا البعض -وهم كثيرون- يهدرون الطعام ويسرفون على أنفسهم ولا يراعون من حولهم؟.. تري ما هو الثمن الذي يدفعونه أو الذي يحصلون عليه؟.. قال تعالي: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} [الفرقان: 67].. للأسف أحياناً يكون الثمن غالياً وغالياً جداً، وهل هناك أغلى من النفس لكنّ هناك من لا يمانع من دفع الثمن الغالي مقابل تعاطي المخدرات أي عقول هذه التي تقود صاحبها إلى التهلكة إنها عقولاً جوفاء إنها أعجاز نخل منقعر، وأعجاز نخل خاوية.
الثمنْ.. بينَ القبُول والرفض حقيقة لا بد من التعامل معها بكل مصداقية وشفافية، لماذا ندفع الثمن حين يكون المردود لا يساوي شيئاً، بل هو مردودٌ يحطم كل شيء جميل في حياتنا، لماذا ندفع الثمن لمنْ لا يستحق أن ندفع الثمن من أجله، لماذا ندفع الثمن مقابل بناء أسوار عالية تحُول بيننا وبين من يبحث عن سعادتنا واستقررنا إنه العبث اللاإنسانية.
وفي الختام دعوة صادقة من قلبٍ صادق لا تدفعوا الثمن إلا لمنْ يستحق أن يدفع له أو من أجله في علمه أو في غيابه، فالحياة تستحق أن نعيشها وندفع ثمن من نحب في كل تفاصيل الحياة، ثمن من يدفعها للأمام ويأخذنا إلى حيث الراحة والاستقرار والتسامح.