سعد الدوسري
الصورة العامة لكبار العمر في ثقافتنا، أنهم يتهيأون لمغادرة الحياة الدنيا، فلا يحتاجون منا إلا الدعاء. وتجد الذين حباهم الله بر الوالدين، يوفرون لهؤلاء المسنين ما يحتاجونه من رعاية ورحمة واهتمام. لكن معظمهم لم يفكر يوماً:
-هل يحتاجون إلى ترفيه؟!
لقد استغرب البعض، كيف أطالب هيئة الترفيه بتخصيص برامج للمسنين والمسنات وذوي وذوات الاحتياجات الخاصة. وكان ضمن استغرابهم لهجة عتاب على المؤسسات الخدماتية، التي لم توفر ما يحتاجون من برامج أساسية للرعاية الطبية والنفسية والغذائية والدوائية، والبرامج المساندة لهم في معيشتهم وتنقلاتهم.
العتاب قائم، ونحن نلفت نظر مسؤولينا دوماً، للإهتمام بتلك الشريحة الغالية على نفوسنا. لكن موضوع الترفيه للمسنين، يحتاج منا أولاً، من الأبناء والأحفاد، أن نغير نظرتنا لأمنا المسنة وأبينا المسن، فهم لا يحتاجون فقط الطعام والشراب والأدوية. هم يحتاجون إلى برامج ترفيه تجمعهم مع كبار السن مثلهم، وتجعلهم يمارسون بعض أشكال الرياضة، ويحضرون الفعاليات الملائمة لهم. وبذلك، سنجعل منهم أشخاصاً طبيعين، غير منعزلين ولا انطوائيين. سنحولهم من كائنات مسجونة داخل الغرف المظلمة والكئيبة، إلى أناس يصنعون الفرح والمرح والحب والمشاركة العاطفية والفكرية.
لقد أثبتت التجارب العلمية، أن سعادة الإنسان تشحن جهازه المناعي بطاقة شديدة، وتحفزه للقضاء على فيروسات وميكروبات الأمراض. وهذا أكثر ما يحتاجه كبار السن.