«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
اعتاد أهالي الأحساء.. هذه الواحة الأكبر على مستوى العالم، والتي ذكرها بالخير أكثر من زائر ومؤرخ ومستكشف كونها واحة النخيل وعيون وينابيع المياه المنتشرة في أنحاء الواحة الغناء، وتميزت بثراء أرضها المعطاءة من مختلف المنتجات الزراعية المختلفة.. نعم اعتادوا خلال أيام الصيف الحارة عندما تبدأ درجة الحرارة في الارتفاع التوجه إلى بساتينهم أو مزارعهم، والتي توجد بها عيون مياه طبيعية أو كون بساتينهم تسقى من عيون وينابيع مجاورة لها قبل وصول الكهرباء إلى مدنهم وقراهم، وظهور المراوح الكهربائية وأجهزة التكييف، ونسبة كبيرة من أهلنا في الأحساء لديهم بساتين ومزارع نخيل، وكثيرون يستأجرونها (قبالة) عبر العمل فيها وبيع إنتاجها وتسليم صاحب البستان نصيبه سنوياً أو فصلياً بحسب الاتفاق مع المالك الأصلي.. ومئات من بساتين النخيل أيضاً هي عبارة عن أوقاف يتم استئجارها نظير مبلغ معين من أصحابها من الورثة. والجميل أن هناك مزارع نخيل كثيرة اعتاد أصحابها وملاكها على إتاحة الفرصة لأقاربهم ومعارفهم من الاستمتاع بقضاء وقت طيب في هذه المزارع وتلك البساتين. وكانت عين أم سبعة قد امتازت قبل عقود في وجود استراحات بجوارها أعدتها أسرة (الشهيل) المعروفة بالمبرز والتي تقع أملاكها ملاصقة للعين مما جعل هذه الأسرة تبني هذه الاستراحات والتي هي عبارة عن رواق وساحة محدودة المساحة وحمام (مسبح) أشبه بمجرى مائي يأتي من أحد أنهر العين السبعة، والذي يتجه إلى الجهة الجنوبية حيث تقع مباني الاستراحات المجاورة لبعضها، والمسبح يتكون من غرفة لا تتجاوز مساحتها أربعة أمتار، وعلى كل جانب من المجرى « دكة» تستعمل للجلوس وللغسل. وكانت النساء والفتيات يقمن بغسل ملابس أسرهن، وكان منظر الماء الذي ينساب في المجرى النهري يثير البهجة والسعادة. وكانت هذه الاستراحات تقع في الجهة الجنوبية من العين وتفتح أبوابها في الجهة الغربية.. ويوجد فيها استراحات دوران ولكن بأسعار خاصة، وتعتبر استراحات عين أم سبعة هي ثاني «منتجع» سياحي في الماضي - إذا جاز لنا القول - بعد منتجع عين نجم والذي كان يحظى أيضاً بإقبال منقطع النظير نظراً لتميز عين نجم بمياهها المعدنية وشكل مبانيها ذات الطابع الإسلامي المميز.. ومن المظاهر التي كانت تشاهد في محيط عين أم سبعة وعين نجم هي تلك الاحتفالات التي تقام على هامش حفلات الزواج، حيث تقام المخيمات بجوار نخيل العين وتحت ظلالشجارها ويتم إعداد طعام «العرس» وهو طعام يوم غسل المعرس عندما ينتهي أقاربه وأصدقائه من غسله جيداً دعكاً بمادة «الشنان» صابون زمان أو بقطعة صابون «نابلسية»، وبعد ذلك يتناول الجميع طعام العرس (الغداء) وتقام العرضة بعد صلاة العصر ومن ثم التوجه به إلى بيت والده.. إلخ. هذا، وعادة ما يتم استئجار استراحات عين أم سبعة بريالات معدودة، في زمن كان الريال فيه (صعب المنال)، وخلال السنوات الماضية انتشرت المنتجعات والاستراحات ذات الخمسة نجوم في مختلف المناطق الزراعية، ولكن يشكو المواطنون والمقيمون وحتى زوار الأحساء من أبناء الخليج من ارتفاع أسعارها شبه الخيالية. ومع هذا تتوفر استراحات ومنتجعات بأسعار مقبولة نوعاً ما.