«الجزيرة» - سعد العجيبان:
«الشأن في قطر ليس بيد القطريين».. تلك الحقيقة تجسدت أمس في خطاب أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.. ليخرج بعد غياب بلسان حال القائل: القوة التي تُدير قطر ليست قطرية!!.. وإنما تُدار الدوحة بيد أنظمة أخرى وجماعات وأفراد على غير ما يظهر للجميع، مما يؤكد أن النظام القطري جزء من المشكلة لا الحل.
ثغرة
ففي اليوم الـ 59 بعد التصريحات المتسببة في الأزمة التي تم الإعلان عنها في 23 مايو، خرج الشيخ تميم في 21 يوليو.. بخطاب متناقض ومُفكك لا يحمل «قيمة» سياسية في التعاطي مع الأزمة، ويُمكن القول إنه يأتي كمحاولة «حليفها الفشل».. لإحداث «ثغرة» في «الرباعية العربية» ومواقفها الثابتة من الأزمة.
ظهور «آلي»!!
وبحضور «آلي» يعكس أن إدارة ملف الأزمة ليست بيده.. ظهر تميم بخطاب «هزيل» تضمن تناقضات كثيرة، تُدين في جزء منها الدوحة!!.. كتلك التي زعم بها بأن الدول الداعية لمكافحة الإرهاب تقوم بممارسات هي في الأصل «ضاربة» الجُذور في عُمق النظام القطري!!.. كالتحريض والتآمر والتدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة وتقويض أمنها!!.. فقال إن القطريين تعرضوا لتحريض غير مسبوق في النبرة والمساس بالمحرمات والحصار!!.. واعتبر أن ذلك كان امتحاناً أخلاقياً حقيقياً وقد حقق مجتمعنا نجاحاً باهراً فيه - على حد تعبيره -.
مراوغة
أمير قطر - وبمراوغة متكررة - قال إن بلاده مستعدة لحل يقوم على مبدأين - لا تُطبقهما الدوحة - وهما احترام السيادة والابتعاد عن الإملاء، مؤكداً أن أسلوب - ما أسماه - بالحصار أساء لجميع دول مجلس التعاون، وأضاف: نحن منفتحون على الحوار لإيجاد حلول للمشاكل العالقة، مؤكداً أن الحوار يُوفر الجهود «العبثية» التي تُبددها دول في الكيد للأشقاء على الساحة الدولية - بحسب تعبيره -.
فرض الوصاية
وفي حين أشار الشيخ تميم إلى أن أي حل يجب أن يكون تعهداً متبادلاً والتزاماً مشتركاً ملزماً للجميع!!.. قال: نتحدث بعقلانية لتقييم المرحلة التي نمر بها وتخطيط المستقبل الواعد، وزاد: تأثرنا بروح التضامن التي خيبت آمال من راهنوا على عكسها لجهلهم بطبيعة شعبنا!!، واعتبر أنه تبين أن حملة التحريض تم التخطيط لها مسبقاً وهناك محاولات لفرض الوصاية علينا!!.
تناقض آخر
مشهد لافت للتناقضات في الخطاب.. ففي حين أكد الشيخ تميم أن الحياة في قطر تسير بشكل طبيعي منذ بداية الحصار - بحسب وصفه -، عاد ليقول: لا أريد أن أقلل من حجم الألم والمعاناة الذي سببه الحصار!! ومضى في القول: إن الشعب القطري وقف تلقائياً وبشكل عفوي دفاعاً عن سيادة وطنه واستقلاله، مشيراً إلى أن كل من يقيم على هذه الأرض أصبح ناطقاً باسم قطر.
الآلة الإعلامية
وفيما تستمر «الآلة» الإعلامية القطرية وفي مقدمتهم قناة الجزيرة في نهجها المقوض لأمن دول مجلس التعاون والمنطقة.. يقول الشيخ تميم: إن القطريين تميزوا بالجمع بين صلابة الموقف والشهامة، وأذهلوا العالم بحفاظهم على المستوى الراقي على الرغم مما تعرضوا له، وتابع: أثبتنا أننا نراعي الأصول والمبادئ والأعراف حتى في زمن الخلاف والصراع!!، معرباً عن اعتزازه بالمستوى الأخلاقي الرفيع للشعب في مقابل حملة التحريض والحصار - على حد قوله -.
كاد المريب!!
وبلسان حال «كاد المريب أن يقول خذوني».. قال الشيخ تميم: اعتقد بعض الأشقاء أنهم يعيشون وحدهم وأن المال يمكنه شراء كل شيء.. وأضاف لقد تبين لهم أنه حتى الدول الفقيرة لديها كرامة وإرادة.. مشيراً إلى أن الكثير من الدول لا تفضل المصلحة الآنية على المبدأ والمصلحة بعيدة المدى.
تغاضي!!
وفيما تغاضى الشيخ تميم عن احتضان الدوحة لكيانات وشخصيات إرهابية في التصنيف الإقليمي والدولي.. أكد أن قطر تكافح الإرهاب بلا هوادة ودون حلول وسط!!.. وقال: نختلف مع البعض بشأن مصادر الإرهاب فالدين وازع أخلاقي وليس مصدر إرهاب!!.
تفاوض
وعاد أمير قطر ليؤكد أن أسلوب - ما وصفه - بالحصار أساء لجميع دول مجلس التعاون وعلى صورتها أمام العالم، معبراً عن أمله بحل الخلافات بالحوار والتفاوض.
تعليق
وفي تعليق على خطاب أمير قطر.. قال المستشار في الديوان الملكي المشرف العام على مركز الدراسات والشؤون الإعلامية سعود القحطاني
إن الكلمة إنشائية أعدها عزمي بشارة لتميم لو كتبها طالب في المرحلة المتوسطة لرسب، ولو طلب بثها في إذاعة صوت العرب في الخمسينيات لرفض بثها.