د.عبدالعزيز الجار الله
كل عام تدخل السعودية في مرحلة من هجرات سكنية متوالية من المواطنيين والوافدين والوزوار والمعتمرين تصل حسب إحصاءات الجوازات (6.6) ملايين مهاجر صيفي (ستة ونصف المليون) غادروا المنافذ البرية والبحرية والجوية في إجازة عيد الفطر عام 1438هـ فقط، نشرتها على أكثر من وسيلة، والحقيقة أن العامل البيئي أكثر المؤثرات على السعودية، حيث يؤثر عليها الطقس بحسب موقعها المداري وشبة المداري الحار، تتجاوز الحرارة فيه أكثر من (50) درجة مع شدة بالسطوع ونقص أو إنعدام الأنهر والأحوض المائية والغابات والتشجير الكثيف وهذا يتطابق في معظم الأقاليم الجافة حول العالم.
في الأشهر الميلادية: يونيو ويوليو وأغسطس (6-7-8) من كل عام يغادر المملكة الملايين من:
الوافدين العرب والأجانب والسواح الوطنيين.
زوار مكة المكرمة والمدينة المنورة والمعتمرين.
طلاب المدارس الأجانب مع بداية عطلة المدارس والجامعات والأكاديميات في هذه الفترة من السنة.
العودة تكون مع بداية سبتمبر الشهر التاسع وهذا يتوافق معظم الدول في قارات آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية.
هذه الهجرة قديمة قبل الإسلام وفِي عصور الإسلام الأولى والمتأخرة وبعد أن تحولت السعودية في أواخر القرن العشرين إلى مركز رئيس للوافدين للعمل من جميع الجنسيات، فقد رتبت الرحلات دون قصد إداري أنما فترة الصيف الذي تبلغ شدة حرارة الشمس مداها لقربنا من أشعة الشمس في أشهر ( 6-7-8) تزداد أعداد المغادرة، ويتوافق مع الإجازة الصيفية للتعليم، ومع إرشادات وزارة وشركات الكهرباء لخفض أحمال الكهرباء، لكن العامل الأهم هي الهجرة ومغادرة الوافدين والسواح السعوديين وقت الصيف، فالمدن الكبيرة تقل فيها الحركة والأجانب يغادرون إلى أوطانهم، والمواطنين يعودون إلى محافظاتهم.
لذا لابد من دراسة الأمر اقتصادياً واجتماعياً لإعادة ترتيب الأولويات وتوزيع العطل والإجازات والمناسبات الوطنية ومهرجانات التسوق، ففي الصيف تخسر أجهزة الحكومة والقطاع الخاص على التشغيل والصيانة وتصرف الملايين التي يمكن توفيرها لصالح خزينة الدولة.