حُبٌّ من المُزْنِ تاقَ العَزْمَ فالتحَمَا
فشَكَّلَ العزُّ من زنْدِيْهِما عَلَما
لا يبلغُ الكونُ ثِقْلاً بعْضَ جُمْلَتِهِ
ويبلغُ المَجدَ عِزاً من بها حَكَما
ما أسْعدَ النَّاسَ بالأضْواءِ باسطةً
دَرْبَ الوفاءِ وما أمْضَاهمُ هِمَما!!
أين الدَّياجيرُ؟ أين الدَّاءُ ؟ أين نُهى
تعطَّلتْ؟ أين مَنْ يشكو ومن ظلَمَا؟
عُزَّ البقاءُ فمَن يَرْجُ الهناءَ يَجِدْ
ومن يُردْ عَكْسَه يَتعسْ بما عَزَما
إنْ أصْبحَ الخَوْفُ من حَزْمِ النَّقاءِ حِمَى
فالشُّحُ أمْطرَ من جَمْعٍ صَفا كَرَما
لله بالعَدلِ في أحوالِنا نِعَمٌ
نمتْ ولمَّا تزلْ ما أكثرَ النِّعَما!
الحمدُ لله لا فَقْراً ولا شَغَباً
ولا انشقاقاَ لا جَهْلاً ولا نِقَما
ما أروعَ الحبَّ بالإخلاصِ مُعْتِلياً
سَرْجَ الإبَاءِ وما أزكاه مُلْتحِما!!
..تضَامُنٌ أبْهرَ التَّأريخَ حين رأى
أقلامَه تَكْتبُ المَجْدَ الذي انصرما
وعِزَّةٌ مَلأَتْ كلَّ الدُّنى سَعِدَتْ
بها الجهاتُ فلا نُعمَى لِمَنْ هَضَما
***
تفرَّعَ الأُنْسُ أنهاراً مُمنْهَجةً
ما ابتَلَّ غَرْسٌ بِهَا إلاَّ بِهَا عَظُما
ما ذروةُ المَجدِ إلاَّ مِنْ تدَفُّقِها
والفخرُ مِنْها فلَوْلاها لَمَا فَخُما
نَهْجُ التَّسَاوي تَجَلَّى بالبَياضِ مدىً
مُميَّزاً يُبْهجُ الأعرابَ والعَجَما
فكلُّ ما كان يُضْني غابَ فابتسَمتْ
عيونُ من ذَرفَتْ من ما يُضِيمُ دما
وكُلُّ جَدْبٍ سَلا شكراً فطابَ [جَنَى]
من كان يَشربُ من نَبْعِ السَّرابِ [ظما]
لَمْ يَبقَ شبرٌ له من نبْضِنا نَغَمٌ
إلاَّ تحَضَّرَ - من حبٍّ سَخا- فنما
نِعْمَ التطوُّرُ خُطْواتٍ موقَّعةً
لها انحَنتْ قامةُ التَّطْويرِ مُحْترِما
***
يا بهْوَنا الفذَّ إنْ يأتِ الورى شَغفاً
كي يرْشُفَ الأنْسَ.. لمْ نَسْأمْ وما سَئِما
..مهوى القلوبِ فَمَنْ يَعْشقْكَ مُنْتَجَعاً
يَصْعَدْ سمُوَّكَ من ما رامَه قِمَما
لو لم تُزحْ ضرَّ من يشكون من ألَمٍ
فمَنْ سُواكَ.. فهمْ قد حاوروا الألمَا؟
خيرُ العبادِ بخير الأرضِ لا عَجَباً
إنْ أُسْعِدوا أمَّةً .. إنْ حُورِبوا أُمَمَا
شاء الإلهُ فمن يُبْرمْ عداوتَنا
يَفْشلْ فكم مُعْتدٍ قد خابَ مُنهزِما!
لله طيرٌ أبابيلٌ رمَتْ فحَمَتْ
واليومَ لله رَمْيٌ يُشْبِهُ الحُمَما
يا عزَّةَ اللهِ إنَّا ذائدون يداً
يا عزَّةَ الله إنَّا ذائدون فمَا
أعلى لنا برلمانُ الكونِ مِنْبرَه
والكونُ مُصْغٍ فلا فدْماً ولا صَمَما
نُجَدِّدُ الحبَّ آمالاً مُنَزَّهةً
ونُسكِنُ الشأوَ في أعَمَاقِنا شَمَما
من يجهلِ الحُسْنَ أخلاقاً فإنَّ له
وجهاً [هنا] يَبذلُ الإحْسانَ مُبْتسِما
ومن يشأْ منطقَ الإبداع مُتِّزناً
تُدْهِشْه [ثَمَّ] صنوفُ الفنِّ ما هَرِما
قالوا: الهوى قلتُ: نهوى إنَّما جَسَداً
من الوفاءِ مع الإخلاص ما فُطِما
قالوا: الوئامُ أجبتُ النَّفسُ مُرْضِعةً
روحَ الفداءِ عن الإقدامِ ما انفَصما
قالوا : الولاءُ أمَا بانَ الولاءُ لهمْ؟
ألمْ يروا شعبَنا لِلحَقِّ مُحْتكِما؟
إنَّا نعيشُ اعتصاماً شامخاً أبدا
.. إنْ بادهَ الخصْمُ يُصْبِحْ -إنَّما- عدَمَا
من غرَّرَ الجَهْلَ حِقداً كي يزعْزعَنا
كأنَّه باتِّحادِ الخيرِ ما عَلِما؟
حبَا – لنا- اللهُ تفضِيلاً فصار لظى
أهلِ الجفاءِ ليَحيوا حَسْرةً وعَمَى
من يعْترِضْ حِكْمةَ الرَّحمنِ من حَسَدٍ
يُحْرقْهُ فاللهُ مَنْ أعْطَى ومن حَرَما
لو حَكَّمَ العَقلَ مَنْ أمْضَى مُحارَبةً
ذوي الهُدى ما شكا خُسْراً ولا نَدِما
شِئْنا التَّقدُّمَ إبْداعاً فصَاغَ لنا
سَلالِماً لَمْ تُلامِسْ قبْلَنا قدَما
وسَاسَنا الضُّوءُ إقْدَاماً تَعوَّذَ مِنْ
هجومِه ال جنُّ قبْلَ الإنْسِ حين حِمى
الحمدُ لله إنَّا واقفون يداً
تبني وأُخرى تصُدُّ الخَصْمَ ما هَجَما
أهلاً وسهلاً لمن رامَ السَّلامَ فإن
يَنْو العِدَاءَ.. رأى البركانَ فاقتحَما.
- شعر/ منصور بن محمد دماس مذكور
Dammasmm@gmail.com
1438/3/21هـ