كالعادة، حضرت الفعالية عنوانا وغابت موضوعية وأسبابا وتداعيات ،كان ذلك فى محاضرة لرئيس تحرير صحيفة الوطن الدكتور عثمان الصيني وهو يتحرى السلامة وشيئا من المهنية عندما تحدث عن الازمة القطرية فى نادي ابها الادبي.
العنوان كان يشير إلى الأسباب والتداعيات، ويبدو أن أسباب السلامة قد آثرها الضيف ومدير الحوار الجميل والمتمكن الكاتب على القاسمي،تمثل ذلك فى أمور عدة :
1- حساسية الموضوع كونه حديث الساعة ربما قاد المحاور والضيف الى اتفاق مسبق بعدم الاقتراب من النقاط الشائكة فضلا عن ملامستها او الحوم حولها.
2-حضرت الانشائية عند الضيف وهو يستعرض شيئا من تاريخ قطر وعلاقاتها مع الاحداث والجوار ،ربما كان الضيف يحاول ان يملأ المشهد بحديث يحسب على الزمن ولا يحسب عليه كرئيس تحرير.
3-الازمة لها تداعيات ثقافية وسياسية واقتصاديه لم يتناولها الضيف فى حديثه بل كان يتعمد الهروب الى الامام مكتفيا بسرد وقائع تاريخية الجميع يعرفها.
4-مدير الحوار آثر ذوي القربى بالتداخل وظلم آخرين بالتجاهل، وكان ذلك اشد مضاضة على النفوس وقبلها المكان والمناسبة.
5-كان العنوان محددا وكانت المحاضرة تائهة عن تلك الجوانب المثيرة التى تضمنها ذلك العنوان ،والذي يبدو انه اريد له ان يكون الممثل الوحيد للموضوعية فى تلك الامسية.
6-كان الضيف يخشى الانزلاق فى متاهات لاتحمد عقباها وخصوصا انه رئيس تحرير صحيفة مقعدها الاول يعد اكثر المقاعد التحريرية اهتزازا وغدرا بصاحبه.
7-كانت المداخلات فى جلها انشائية تخبر الضيف والزمان والمكان بوجود صاحبها على طريقة نحن هنا ،غابت الاسئلة الموضوعية والمهنية وحل محلها تسجيل الحضور والانصراف بما يضمن نقاطا للمتداخل تثبت انه موجود بشحمه ولحمه.
8-الازمة كانت قضية تحتاج الى منبر اكثر فاعلية والى متحدث اكثر جرأة ،والى حضور متداخلين يثرون الحدث اكثر من اثرائهم اساليبهم المسرحية.
9-الأزمة واضحة وجلية، والتعنت القطري وتجاوزاته يستوجب من المثقفين وأصحاب الفكر كشف عواره بموضوعية ومهنية، وهذا كان يتطلب من النادي وضيفه طرحا فى مستوى الحضور والحدث والمناسبة، باختصار كان الحدث مجرد رقم فى سجل تظاهرات النادي، خدمة العنوان وثقل الضيف كرئيس تحرير قديم وقدير .
10-حضرت المهنية عنوانا وغيب الرأي المتمم من لبعض الحضور واكتفى اصحاب الدار ومدير الحوار بحماية الضيف من أى زلة سؤال تجعله فى خبر كان، وقد نجحوا فى ذلك ايما نجاح.
فى المقابل خسرت المناسبة تظاهرة كان المفترض ان تكون على مستوى الحدث والازمة، وكسب التقليديون -كعادتهم -الذين سجلوا لتاريخ النادي عنوانا فضفاضا ولكن بمتن ضعيف وفقير الا من الشكليات ومتلازماتها الحضورية قبلا وبعدا واثناء.
- علي المطوع