كل موسم من مواسم عكاظ يجسد خطوة من خطوات مسيرة النجاح الذي ما تزال سحائبه تمطر على مرابع عكاظ، ما جعل من السوق مهرجانا وطنيا مرتقبا صيف كل عام، وخاصة مواسمه التي تزامنت مع إجازة الصيف، في عروس المصائف الطائف المأنوس، ما جعل من الزمان والمكان، من أبرز المقومات التي أتاحت الفرصة أمام هذه الجموع التي شاهدناها في تلك المواسم وصولا إلى موسم هذا العام، ما يجعل من هذين المقومين - أيضا – معياري تحد لما سيقدمه مهرجان السوق في كل موسم من مناشط ثقافية وسياحية وتراثية على جذب المصطافين من داخل المملكة وخارجها، في حضور أشبه ما يكون بالورد الطائفي الذي تتجدد به المواسم من عام إلى آخر.
أما ضيف عكاظ، «ضيف الشرف» الذي حلت الجزائر الشقيقة ضيف موسمه الحادي عشر، لتقدم بعض فنونها، وليشارك بعض وفدها في بعض من ندوات السوق، إلا أن ضيف الشرف الذي لا يتجاوز حضوره سوى التواجد (الشرفي) في أغلب المهرجانات الثقافية المحلية والعربية، ما جعل من ضيف الشرف نسخا «مكرورة» مهما اختلفت المهرجانات وكيفما كان تنوعها، في حضور أبعد ما يكون عن المشاركة الفاعلة الجاذبة لجماهير المهرجانات، فلم يزل دوره بمثابة شذرات من التواجد في ركن قصي عن التفاعل الحقيقي الذي من شأنه تجسيد المشاركة الثقافية بوصفها الشمولي من فكر وتراث وأدب وفنون وتراث ومسرح.. وتقديمها في تداخل متناغم مع ما يقام من فعاليات مستضيفة، إذ لم يعد ملفتا في أغلب المهرجانات محليا وعربيا حضور ضيف الشرف أو غيابه، لما وصل إليه حضوره من رتابة وتكرار وتناسخ وحضور «خافت» ومشاركة ثقافية لا تكاد تبين! ما جعل من ضيف الشرف صورة نمطية وشعار تعارفت عليه عامة المهرجانات وخاصتها؛ وبما أن عكاظ له حضوره المختلف اليوم بين سائر المهرجانات العربية، فليكن حضور ضيف الشرف فيه (أنموذجا) للمشاركة، وفرصة نوعية للضيف ومستضيفيه.
بين الحضور الشرفيّ.. وبين شرفات فعل الحضور.. رحلة من الإصرار على المشاركة!
- محمد المرزوقي