موضي الزهراني
تنعم بلادنا ولله الحمد بمجموعة من الأنظمة الحقوقية والاجتماعية والصحية والمعلوماتية التي تخدم مصلحة الوطن وأمنه واستقراره، وهذه الأنظمة التي يرأسها « نظام الحكم السائد « في البلاد وتستمد منه قوته وشموليته، حيث أُصدرت بعض الأنظمة الجديدة التي تتماشى مع المتغيِّرات الاجتماعية والحقوقية وذلك من أجل تحقيق مصلحة المواطن! فهذا الهدف الذي تسعى له حكومة كل دولة مع مواطنيها بهدف إشباع احتياجاتهم الحقوقية وتحقيق الأمن والأمان لهم في وقت لا يسيء لكرامتهم أو لوطنيتهم لن يتحقق بلا شك إلا بوعي المواطنين بما هو متوفر لدى دولتهم من أنظمة تحميهم وتحمي حقوقهم من الاستغلال وتبعدهم عن الشبهات والمفاسد! وكذلك بتمكينهم من كيفية المطالبة بحقوقهم مع الجهات المختصة بدلاً من اللجوء للإثارة والتشهير التي قد تسيء لمطالباتهم بالدرجة الأولى قبل أن تحقق مبتغاهم من هذه المطالبة! فهذا القصور في الوعي بالأنظمة الحقوقية وكيفية المطالبات بها لا يعود لقصور المواطن فحسب في البحث والاطلاع والمتابعة لما يصدر من أنظمة تحقق مصلحته الحقوقية، وسلبيته التي قد تستمر حتى تحدث له مشكلة ما، ويبدأ بعدها في البحث عن الجهات المسؤولة، وقد تقف عاجزة عن حمايته أيضاً بسبب عدم وعيه بتجنب الأخطاء التي أوقعته في مصيدة المحاسبة القانونية! وما أكثر المواطنين والمواطنات الذين تعرضوا لمواقف غير نظامية بسبب جهلهم بما لهم وعليهم في تلك الأنظمة الحقوقية، وبسبب عدم ثقافتهم الحقوقية التي لا يهتمون بها إلا بعد وقوع الفأس في الرأس! بل أيضاً بسبب قصور الجهات الحقوقية في اعتماد البرامج التوعوية الحقوقية بآلية مناسبة ودورية على مستوى مختلف الفئات، والقطاعات، من خلال التشبيك المستمر مع القطاع الخاص في تبني نشر الثقافة بالأنظمة الحقوقية السعودية ومدى تحقيقها الحماية المطلوبة للمواطن الذي قد لا يستوعب الأثر الناتج عن بعض الأخطاء المقصودة أو غير المقصودة بحق الآخرين وبحق نفسه! ويكفينا أسفاً بأن بعض أولياء الأمور يؤذي أسرته لسنوات طويلة وقد يتسبب في سلوكه المؤذي هذا إلى نتاج بشري مريض أو إجرامي مبرراً ذلك بأنه يملك الحق في التعذيب والتأديب تحت مظلة « الولاية المطلقة» وفي نفس الوقت أفراد أسرته يعيشون الظلم والاضطهاد لسنوات صامتين بدون حراك، وذلك بسبب جهلهم بآليات المطالبة بحقوقهم من الجهات المسؤولة، وعدم قدرتهم أيضاً على التواصل بمن يحميهم،عدم ثقتهم كذلك بآليات التدخل لحمايتهم بسبب الخوف من نتائج مطالبتهم بحقهم بالعيش في الحياة معزَّزين مكرَّمين داخل بيوتهم!