شباب في مقتبل العمر ضحوا بحياتهم من أجل (لاشيء) ووضعوا حياة الآخرين رهناً لتهورهم وإشباعاً لغرورهم مابين لحظة وأخرى حصدت لعبة الموت (التفحيط) الكثير من الأرواح البشرية فما هو التفحيط؟
التفحيط هو إصدار المركبة صوتاً مزعجاً من العجلات والعوادم نتيجة الضغط الحاصل للمحرك وسرعة المركبة العالية، وانحراف المركبة بطرق معينة غالباً ما تكون في رغبة قائدها، ولاشك أن ذلك مخالف لأنظمة المرور وفيه مغامرة ومخاطرة قد يكون قائد المركبة أو مجموعة ضحية تلك العملية. وغالباً ما يمارسه المراهقون والمنحرفون ممن ادمنوا على تلك الهواية القاتلة.
ومن أهم الأسباب المؤدية لظاهرة التفحيط
قد تكون أسباب تأثرية كالأفلام والألعاب ذات العلاقة وأصدقاء السوء، مما يزرع الرغبة لدى المراهق إلى أن ينجرف للتجربة ويجد من يؤشر له بالبنان ويعزز ذلك إهمال الأسرة لابنهم بل بعض الأسر يساهمون في تدمير أبنائهم بالتدليل أو الحرمان الزائد ولا يعلمون المخاطر المترتبة إثر شراء سيارات أو تلبية رغبات خروج الأبناء مع رفقاء سوء، وبالتالي قد ينجرف الابن مع متعاطي أو مروجي المخدرات وانحرافه أخلاقياً واجتماعياً وسلوكياً، والأسباب الناجمة عن المشاكل العائلية من عنف وتفكك أسري وأمراض نفسية وغيرها له الأثر الكبير بذلك والأسباب لاحصر لها في مقال واحد.
قد نتساءل عن الدافع الذي زج بالابن في هذا الإعصار المخيف قد يكون هدفه يسيراً جداً ومطلباً يتمنى الوصول له الكبير والصغير كالشهرة مثلاً بين أقرانه ليكون حديث جيله على الأقل في المحيط القريب له، والتسلية وسد الفراغ لإشغال نفسه فيما يتناسب مع مرحلته العمرية، وإشباع الرغبات الداخلية وإثبات نفسه وحب التنافس.
وفي تقرير سابق لرئيس قسم البحث والتحري بمرور الرياض المقدم : طارق بن حمود الربيعان واصفاً شوارعنا بساحات لهلاك الحرث والنسل وإرباك المرور إلا أنه ذكر في خبر آخر أن التفحيط ساحة خصبة لترويج المخدرات والممارسات الخاطئة، وأنه أصبح جناية بدلاً من أنه مخالفة.
وغيره الكثير ممن تحدثوا بفواجع التفحيط وضحاياه المؤلمة جداً من إعاقات وخسائر أرواح بشرية من مفحطين ومتفرجين وعابري طريق.
أما آن الأوان في بداية رؤية 2030 أن يتكاتف الجميع لحقن دماء أبنائنا من الجهات كافة بكل القطاعات الحكومية - والتطوعية - والخاصة لتوفير الدعم لهذا الجيل واستقطاب مهاراتهم وتطويرها كإيجاد أنشطة وأعمال ترفيهية أو تطوعية لإشغالهم فيما يخدم المواطن والوطن أو يمارسون هواياتهم بسلامة تحت ضوابط معينة ليبرزوا شخصياتهم ويصقلوا مهاراتهم ويشعروا بتحقيق إشباع الرغبات والكثير من الأهداف الإيجابية وذلك تحت مظلة جهة مصرح لها.
يتألم الكثير من أوضاع الشباب الذين نسمع عنهم من تهور واستراحات وقضاء أوقات فراغ طويلة بلا عمل ومن أهم ما يؤسفنا ويؤلمنا تلك الظاهرة التي ابتلعت الأخضر واليابس ومن ضحاياها أذكى الشباب وأكثرهم فطنة وذكاء وحنكة، لديهم العديد من المواهب وحب الاستطلاع والتحدي والمغامرة، وللأسف لم تستقطب هذه الفئة من الشباب بل تطارد إما من الأمن أو من مروجي المخدرات أو ينبذ من الأهل، فالواجب علينا تكثيف توجيههم وتوعيتهم والأخذ بيدهم إلى الطريق السوي والاعتماد عليهم وإعطائهم الثقة.
ومن المأمول لو يتم تفعيل تعاون عدة جهات حكومية مقابل التضييق عليهم بالمخالفات المقررة سابقاً، وذلك يعد من سياسات كبح الجريمة بشكلٍ عام وليس ظاهرة التفحيط فحسب وهي كل من المرور والشرطة والإمارة والبلدية والتعليم والعمل. ..الخ بكل مناطق ومحافظات المملكة ووضع إستراتيجيات تتوافق مع البيئة القريبة المحيطة لتحد من الجريمة وترقى بالشاب السعودي إلى القمم، ويستغل صحته وأوقات فراغه لما يجعله يسابق الزمن في رؤية 2030 ويستثمر طاقاته بإسهامات وطنية، فشبابنا لديه العديد من المهارات والقدرات الجبارة، وطموح ولديه هوايات ومواهب تحتاج من يضعها على بداية الطريق لينطلق.