جاسر عبدالعزيز الجاسر
أصدق وصف كتبه صحفي غربي في الدوحة عاصمة دولة قطر الداعمة للإرهاب قوله إن الدوحة «النسخة الخليجية من حانات القراصنة الخيالية في أفلام حرب النجوم الشهيرة».
في أفلام حرب النجوم التي لاقت رواجاً في صالات العرض الأمريكية والأوروبية وحتى العربية، حانات القراصنة، حانات افتراضية يلتقي فيها القراصنة يتحدثون ويتناولون أكواب الجعة ولا يترددون من الاستعانة بمسدساتهم التي تتدلى من أحزمتهم المرخية حول خاصراتهم، تلك مشاهد وحانات افتراضية، أما في الدوحة، فالواقع يتجسد في سريالية غربية، حيث تجد أمراء الإرهاب والداعمين إليه والمروجين للعمليات الانتحارية الإرهابية، ومطلقي الفتاوى التي تحرض على ممارسات الإجرام الإرهابي يعيشون في عين المكان مع من يحاربون الإرهاب ويحشدون عشرات الآلاف من الجنود ومئات الطائرات المقاتلة لمواجهة الإرهاب.
فبالإضافة إلى وجود مكاتب وقادة الجماعات والمليشيات الإرهابية التي أجمعت معظم الدول والمنظمات الأممية على تصنيفها ووصمها بالجماعات الإرهابية وهذه الجماعات وقادتها تقريباً، يتواجد قادتها ولهم مكاتب في «حانة الإرهاب» الدوحة كما وصفها الصحفي الغربي، فبالإضافة إلى مفتي الإرهاب يوسف القرضاوي والذي تحيط به حاشية من «أساطين» الإرهاب من قادة الإخوان الإرهابيين الفارين من مصر، تضم مجموعة من الفلل والمساكن الفاخرة قادة طالبان الأفغانية الإرهابية وعوائلهم، وغير بعيد عنهم يقيم قادة حركة حماس المصنفة من العديد من الدول العربية فضلاً عن أمريكا والدول الغربية كحركة إرهابية.
إضافة إلى كل هذا الخليط الإرهابي، فتحت قطر الباب أمام قدوم العديد من أعضاء حزب الله اللبناني مليشيات الملا حسن نصر الله بعد أن رفعت شرط الحصول على تأشيرة دخول قطر عن اللبنانيين، البلد الذي تتحكم ميليشيات الملا حسن نصر الله به والذي يضم العديد من معسكرات تدريب الإرهابيين، وسوف يدعم تدفق هؤلاء الوجود الإيراني الذي بدأ يتزايد بعد الاستعانة بعناصر من الحرس الثوري الإيراني لتأمين الحراسة على حمد بن خليفة وابنه تميم وقرين السوء حمد بن جاسم وحاشيتهم.
إلى جانب هذه الجماعات الإرهابية، أو في مقابلهم تتواجد القاعدتان الأمريكيتان اللتان تضمان أكثر من عشرة آلاف مقاتل ومئات الطائرات والمعدات الحربية المتطورة، وفتحت قطر أخيراً قاعدة «طارق بن زياد» التركية والتي يتزايد أعداد جنودها، إضافة إلى جلب عشرات العربات المدرعة، وكل هذا يتوافق مع وجود مكاتب تمثيلية للكيان الإسرائيلي، وحفنة من المستشارين المستوردين من كل مكان من أمريكا وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وحتى روسيا وإسرائيل ومنهم الكبير الذي يرسم لهم خطط الإرهاب والخبث عزمي بشارة المنتدب من الكنيست الإسرائيلي ليسند حمد بن خليفة وقرينه في الإرهاب حمد بن جاسم.
حانة سريالية جمعت كل متناقضات الإرهاب من صنعه ومن يقوم به ومن يدعي محاربته.