جاسر عبدالعزيز الجاسر
فيما تتنافس أمريكا وروسيا على ضمان أمن ومصالح وحتى حماية إسرائيل من أي حساب، ولا يقتصر الأمر على منع أي جهة من معاقبتها، يُترَك الفلسطينيون بلا أي سند، ولا أحد يدافع عنهم أو ينقذهم من تعنت وتجاوزات قوات الاحتلال الإسرائيلي التي وصلت إلى حد منع المقدسيين (أهل وسكان القدس الحقيقيون) من أداء الصلاة في المسجد الأقصى، ومنع حتى الأذان في أولى القبلتين للمسلمين، ومع كل هذه التجاوزات لا أحد يتحدث عن الظلم الفادح الذي يصيب الفلسطينيين، رغم ادعاء الجميع الدفاع عن القضية الفلسطينية التي أصبحت الشماعة التي تعلق عليها كل الأنظمة العربية والإسلامية أخطاءها، وتغيب أعمالها ضد مواطنيها ومواطني الدول المجاورة بحجة الدفاع عن فلسطين، ورغم أن مقدسات فلسطين مستباحة؛ إذ فرضت قوات الاحتلال الإسرائيلي على المسلمين أن يؤدوا صلاتهم خارج أسوار المسجد الأقصى، فيما فتحت المسجد وساحاته لرعاع المستوطنيين وتمكينهم من أداء طقوسهم التوراتية.
هذه التجاوزات، ومواصلة القمع وحرمان الفلسطينيين من أبسط حقوقهم الدينية والإنسانية يعلم من يعلنون ليل نهار وفي كل مناسبة وحتى دون مناسبة دعمهم لأمن إسرائيل ومصالحها، حتى وإن كانت على حساب الحقوق المشروعة لشعب هو الوحيد الذي تجثم قوات الاحتلال على أرضه وتمنعه من أبسط حقوقه.
يعلم هؤلاء الذين يدعمون ظلم واحتلال إسرائيل للعرب أنهم بعملهم هذا ينمون الكراهية والعداء ضدهم وضد من يدعمونهم، لأن من يدعم الظلم لابد أن يواجه من المظلوم، وأن يظل مكروهاً حتى وإن لم يعلن ذلك، وأن هذه الكراهية تظل تتطور وتكبر، كلما استمر دعم الظالم للمظلوم وتتحول إلى عداء، وهو التصنيف الذي توسم به القوى الداعمة والمساندة لإسرائيل عداء كسبته الدول الداعمة لإسرائيل وظلم يمارس كل يوم ضد شعب محروم من أبسط حقوقه الشرعية، في حين لا تحصل الدول الداعمة للظلم من موقفها هذا، إلا كراهية وعداء جميع الشعوب التي تكره الظلم وتساند حقوق الإنسان الذي جرد منها بسبب دعم الاحتلال الذي تمادى في غيه وإرهابه لشعب أعزل يتعرض أطفاله وشيوخه ونساؤه فضلاً عن استهداف شبابه كل يوم إلى القتل والحرمان ومع هذا لا نسمع أي احتجاج، بل ولا حتى نصائح للإسرائيليين من قبل حلفائهم بأن يوقفوا إرهابهم وإجرامهم للفلسطينيين حتى لا تتوسع الكراهية، ولا يمتد العداء لمن يدعم الاحتلال الإسرائيلي، ويساعد على حرمان شعب من حقوقهم المشروعة.