جاسر عبدالعزيز الجاسر
تتواصل فضائح حكام قطر السابقين والحاليين، فكلما طالت أزمة تعنُّت حكومة قطر وإصرارها على مواصلة دعم الإرهاب، وتأمين أماكن آمنة لقادة وكبار مخططي العمليات الإرهابية، كشفت ما كان يقوم به حكام قطر منذ سلب حمد بن خليفة الحكم من أبيه.
السجل الأسود لحكام قطر أخذت صفحاته الملطخة بالعار تظهر للعلن بعد أن كانت الدول العربية، المجاورة منها والبعيدة، تتحفظ على كشفها للرأي العام حفاظا على أواصر الجيرة والأخوة العربية التي لا يبالي بها حكام قطر الذين تميزت أفعالهم بالانتهازية السياسية والغدر، وحتى القيام بأعمال مضرة ومهددة لأمن واستقرار أشقائهم من الدول العربية.
وقد كشفت أخيراً مواقف «حاكم الظل» الحالي، مختطف حكم الإمارة من أبيه حمد بن خليفة، والذي حاول أن يوظف جريمة احتلال الكويت من قبل جيش صدام حسين، والتي تكشف واحدة من أبشع الممارسات الانتهازية لحمد بن خليفة، وتظهر الواقعة التي كشف وقائعها بالوثائق سعود القحطاني المستشار بالديوان الملكي عبر حسابه في «تويتر» كيف تصدى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- لمحاولة ابتزاز حمد بن خليفة للدول الخليجية، فبعد احتلال دولة الكويت من قبل العراقيين قررت دول مجلس التعاون عقد قمة لدول المجلس لبحث التصدي للاحتلال وكيفية العمل لتحرير الكويت، وجاءت أولى محاولات انتهاز مأساة احتلال دولة الكويت من قبل حكام قطر، إصرار قطر على أن تعقد القمة الخليجية لمناقشة الغزو لديها، ووافق قادة دول مجلس التعاون على طلب قطر حتى لا يظهروا أي اختلاف بينهم، خاصة في ذلك الوقت الحرج الذي كانت دول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية تعمل على حشد الدول كافة لتحرير دولة الكويت، وبعد عقد المؤتمر، وفي جلسته الأولى التي كان يترأسها الشيخ خليفة آل ثاني أمير دولة قطر في ذلك الوقت، وفي سلوك مشين يكشف المستوى الدنيء لما يسمَّى الآن في قطر بـ«الأمير الوالد» قام حمد بن خليفة بسحب «المايك» المذياع من والده خليفة، مفاجئاً قادة الخليج المجتمعين بمن فيهم أمير دولة الكويت «المكلوم» جابر الأحمد الصباح بأن حمد بن خليفة يطلب أن يتم مناقشة موضوع جزيرة حوار التي تحاول قطر سلبها من البحرين قبل أي موضوع آخر، رغم أن مؤتمر القمة مخصص فقط لمناقشة تداعيات احتلال الكويت وسبل تحريرها.
وهنا ثارت ثائرة رجل المواقف فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- الذي وبخ حمد بن خليفة، وعاب عليه أن يسحب «الميكروفون» من والده لما يمثل ذلك من تصرف شائن وغريب على سلوك وتربية أبناء العرب والخليج خاصة، وأن طلبه بأن تتنازل البحرين عن جزيرة حوار في مؤتمر مخصص لرفع الغبن والاحتلال عن دولة شقيقة عمل أرعن وانتهازية غير أخلاقية.
تلك مواقف المملكة العربية السعودية عبر المواقف الحاسمة لقادتها، والذين كثيراً ما أفشلوا تجاوزات والسلوك الشائن لأفعال حمد بن خليفة وقرينه حمد بن جاسم، والتي سيتوالى فضحها؛ لأن الملف الأسود لهؤلاء الحكام ممتلئ بصفحات الخزي والعار التي كانت غير معلنة للحفاظ على «شعرة معاوية» لحفظ ماء وجه من يحكمون قطر الآن، رغم تحريض مرتزقتهم الذين يتربعون على سدة وسائل الإعلام، وجميعهم عن قطر غرباء الانتماء والأصل.