بالإشارة لما حدث مؤخرًا في حي الناصرة بمحافظة القطيف أو ما حدث قبل ذلك في حي المسورة من محاولات فاشلة لاختراق هيبة رجال الأمن، أقول لمن يتوهم أو يعتقد أن بإمكانه إيجاد ثغرة أمنية يمكن من خلالها العبور لفرض أجندات خارجية تهدف إلى زعزعة الأمن بالمملكة العربية السعودية لأجل التوغل وإشعال الفتن، فإن الرد السعودي سيكون فوريًا وحاسمًا وقاتلاً لإحباط أي تحرك أو مخطط يهدف إلى زعزعة التحصينات الأمنية في دولة تولي الأمن أهمية قصوى، ولديها من التحصينات والاحتياطات الأمنية المكثفة ما لا يخطر على بال أحد أو يتخيله عقل. إذ ثبت، منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، طيب الله ثراه، وحتى يومنا هذا، وبما لا يدع مجالاً للشك أن الأمن في السعودية غير قابل للمساس ناهيك عن الاختراق، ذلك أن التحصينات والاحتياطات الأمنية، مادية كانت أم بشرية إنما تتكون من عدة مستويات شديدة التعقيد والتحصين. وتلك المستويات تبدو على شكل خطوط دائرية أو دوائر متتابعة ومترابطة تدور وتلتف حول مركز النواة الذي يتقد نارًا وقودها المنظرين والممولين والمخططين والمخربين والعابثين وكل من تسول له نفسه المساس بأمن المملكة العربية السعودية. وإن ما نسمع به من محاولات هنا وهناك، لا تعدو كونها عملا مشابها لضربة حجر صغير في الجدار الصخري الذي يشكل الغلاف الخارجي لهذه الدوائر والتحصينات والسياجات الأمنية.
ويخطئ من يقول أو يتوهم بأن الاحتياطات الأمنية في السعودية هي مجرد نقاط تفتيش أمنية تنتشر في أماكن معينة فحسب. فقد أثبتت التجارب السابقة للواهمين والعملاء والخونة والمرتزقة مدى قوة القاعدة الأمنية وصلابة أركانها في الدولة. فكلمة «أمن» في السعودية لا تعني مجرد الحراسة والمراقبة والرصد والقبض على المجرمين فقط، وإنما تعني شبكة من جدران الحماية ذات التقنية المتطورة, كما تعني حشودًا من سواعد السعوديين ذوي العزائم القوية التي يستحيل على الأعداء فهم تنظيمها ونسيجها وحجمها ومدى تأثيرها.
ويضاف إلى كل هذه الدوائر والسياسات والإجراءات الأمنية المتبعة في التعامل مع مثل هذه المحاولات الفاشلة قوة دعم إضافية تتمثل في ملايين الصفوف البشرية الخلفية ذات السواعد الفولاذية من أسود ونمور وصقور الوطن الذين يساندون ويدعمون الصفوف الأمنية الأمامية إيمانا بعقيدتهم وإدراكا لأهمية الأمن واستشعارًا لمعاني مقولة الأمير نايف بن عبد العزيز رحمه الله بأن «المواطن هو رجل الأمن الأول».
إذا فليعلم العدو، مجوسيًا كان أو شيطانيًا، حوثيًا أو داعشيًا، أن أمامه من الشبكات والدوائر الأمنية الحصينة ما يجعله يقتنع بأنه سينقلب على عقبيه خاسرًا وهو ذليل، وبأن أية محاولة لاختراق الأمن سيكون مصيرها الفشل الذريع والتدمير السريع. كيف لا وقد أثبت رجال الأمن البواسل قدرتهم الفائقة على التصدي لكل عمل إرهابي أو فكر عدواني يحلم بالنيل من أمننا واستقرارنا ونسيجنا الاجتماعي، بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله، وبمتابعة وحزم من وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف..