عبدالله العجلان
تحت عنوان (سقط المرجفون وبقي كحيلان)، كتبت هنا في شهر مايو الماضي عن فشل محاولة إسقاط رئيس النصر الأمير فيصل بن تركي من قِبل أصوات إعلامية نصراوية ظلت تندد به وتحذر من استمراره رئيساً، وأشرت وقتها إلى أن مثل هذه الحملات لن تجدي نفعاً، ولن يكون لها تأثير على رأي المشجع وعضو الشرف النصراوي، وذلك لأن قرار تغيير الرئيس ليس من اختصاص الإعلاميين ولا يتناسب مع طبيعة مهنتهم، كما أن كثيراً من رموز الإعلام النصراوي لا يملكون الأدوات ولا الأفكار ولا التاريخ الإعلامي الذي يمنحهم ثقة المتلقي بوجه عام والنصراوي بشكل خاص، وبالتالي ستكون حملتهم ضد الأمير فيصل أو حتى في قضايا أخرى غير مقنعة وغير قادرة على إحداث التغيير الذي يطمحون إليه..
نعم بقي كحيلان، وأثبت أن قرار استمراره هو لفائدة النصر ولدعم استقراره، وتأكد ذلك من خلال نجاحه في إبرام صفقات مميزة مع عدد من اللاعبين غير السعوديين، وقبل هذا التعاقد مع المدرب البرازيلي المعروف ريكاردو قوميز، وهي قرارات نشرت الاطمئنان والارتياح في الأوساط النصراوية، وأعادت لها ثقتها بإدارة وخبرة الأمير فيصل، وهذه مجتمعة جسدت وأيدت ما قلته عن إخفاق الإعلام النصراوي في تحقيق مخطط إسقاط الرئيس، أو على الأقل تشويه صورته لأهداف لا علاقة لها بآداب وأخلاقيات المهنة الصحفية، ولا المصلحة العامة لنادي النصر، وإنما لقناعات وخلافات شخصية مع الأمير فيصل..
لكل إعلامي شريف نزيه يهمه النجاح أعود وأكرر ما قلته في الشأن النصراوي او أي نادٍ أو مجال آخر : انتقد مدحاً أو ذماً بأمانة وإنصاف، لا تقحم نفسك وشرف مهنتك في دهاليز وقضايا لست معنياً بها ولا مسؤولاً عنها، كن مستقلاً برؤيتك ولا تتبنى أية مواقف أو أن تكون شريكاً في قرارات هي من اختصاص غيرك..
الاتحاد ولعب العيال!
من جديد يعود صداع الأزمات للعميد، غادرت إدارة باعشن وحضرت إدارة الحائلي، ومازال الاتحاد يئن وينتقل من فاجعة إلى أسوأ منها، أصبح موعوداً من حين إلى آخر لفتح ملفات جديدة مزعجة واستقبال قضايا خطيرة محبطة، والجمهور الاتحادي المغبون المقهور ونحن معه نتساءل : إلى متى؟ من المتسبب والمتورط في تدمير العميد؟ هل هم الاتحاديون أنفسهم؟ أم أطراف أخرى من خارج البيت الاتحادي؟
الأكيد أن ما حدث في الفترة الأخيرة وما هو متوقع مستقبلاً ليس وليد المرحلة الراهنة أو القريبة الماضية ، وإنما نتاج أخطاء إدارية وفوضى مالية ظلت تتراكم وتتفاقم في مشاكلها دون أن تحظى بحلول وعلاجات شافية، نتيجة إهمالها وعدم إدراك عواقبها، وقبل ذلك سوء فهمها والإصرار على عدم الاعتراف بها وكشف المتورطين بارتكابها، الأمر الذي دفع الكثير من الاتحاديين إلى تجاهل واقعهم وحقيقة مآسيهم وأسباب تصدع ناديهم، والاكتفاء بتوجيه الاتهامات لأطراف أخرى وتحديداً هيئة الرياضة والرئاسة سابقاً، وأحيانا اتحاد الكرة، بل وصل الأمر إلى اتهام نادي الهلال صراحة لمجرد أنه كان المنافس القوي الدائم للاتحاد في مواسم تفوق الأخير، دون تقديم أية دلائل أو إثباتات تؤكد صحة تورط الهلال، أما اتحاد الكرة والهيئة أو الرئاسة فكلاهما يتحمل مسئولية التهاون في تطبيق الأنظمة، وعدم مراقبة ومحاسبة الإدارات الاتحادية على أخطائها وسوء إدارتها المالية، وكذلك تقديم التسهيلات والقرارات ظناً من الهيئة واتحاد الكرة أنها ستساعد الاتحاد، بينما هي تبرر لهم وتمنحهم الضوء الأخضر للتمادي في التجاوزات إلى أن بلغت حداً يصعب علاجه أو على الأقل احتواؤه..
في تقديري أن مشكلة الاتحاد في السنوات العشر الأخيرة، تكمن في تغليب الغوغائية الإعلامية وتدخلها في الصراعات، وبالتالي انقسامها فيما بينها ليس في فهم ونقد ومناقشة الأخطاء الاتحادية المالية والإدارية والفنية، وإنما في تحولها لتكون تابعة ومنتمية ومتحدثة باسم ومع فريق منصور البلوي وضد الآخر، بدءاً بالمرزوقي وعلوان ثم الجهني مروراً بالفايز والجمجوم، وانتهاءً بمسعود -رحمه الله- وباعشن والعكس صحيح، وزاد الأمور تعقيداً أن بعض أعضاء شرف الاتحاد تأثروا بالأراجيف الإعلامية وركبوا الموجة نفسها وانضموا لنفس التصنيفات، والبعض الآخر ظل سلبياً صامتاً وكأن الوضع المتفجر في ناديه لا يعنيه..
لن ينصلح حال الاتحاد إلا بوجود أعضاء شرف كبار عقلاء أقوياء يرسمون خارطة طريق عودته لمجده ووحدته وتماسكه، من خلال تنقية الأجواء وتناسي كل خلافات ومهاترات الماضي من أي طرف كان، والبدء بمرحلة جديدة شعارها وعنوانها ومضمونها وأهدافها حاضراً ومستقبلاً (الاتحاد وبس)..!