«الجزيرة» - المحليات:
نظمت الأمم المتحدة من خلال المكتب المعني بمنع الإبادة الجماعية ومسؤولية الحماية بمشاركة مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات ومجلس الكنائس العالمي والشبكة العالمية للأديان وصانعي السلام يوم الجمعة الماضي لقاء دوليًّا في مقر الأمم المتحدة، بحضور الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس؛ وذلك لتدشين الخطة العالمية لتفعيل دور القيادات الدينية في منع التحريض على العنف ومكافحته، بخاصة العنف المؤدي إلى ارتكاب إبادة جماعية.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أن جميع الأديان في جوهرها تدعو إلى احترام الحياة، والنظر للبشرية بمساواة. وهذه المبادئ تستدعي منا احترام الناس كافة، حتى من نختلف معهم في ثقافاتهم, مشيدًا بما تحتويه الخطة، وداعيًا إلى نشرها وتنفيذها على نطاق واسع؛ فقد تساهم في إنقاذ حياة أو تقليل معاناة.. والأمل هو تحقيق رؤيتنا المشتركة في سبيل بناء مجتمعات يسودها السلام والعدل والمواطنة المشتركة؛ إذ يتم فيها تقدير التنوع والتعددية وحماية جميع حقوق الأفراد. مشيدًا بما يقوم به مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في هذا الجانب.
وأكد الأمين العام لمركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات الأستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر أن المركز يساند جهود الأمين العام من خلال جهود الدول المؤسسة للمركز، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية وجمهورية النمسا ومملكة إسبانيا ودولة الفاتيكان كمؤسس مراقب. ومن خلال مجلس إدارته الذي يضم ممثلين عن خمسة أديان سائدة في العالم، هي (الإسلام والمسيحية واليهودية والبوذية والهندوسية)؛ إذ استطاع المركز تسخير أدوات الحوار ووسائله وتهيئة مشاركة المعنيين بالشأن الديني من أفراد ومؤسسات للمساهمة في إنتاج هذه الخطة العالمية. وهذا الإنجاز العالمي يحسب للمركز والشركاء في هذه الخطة العالمية؛ إذ إنه لأول مرة في تاريخ الأمم المتحدة تستعين هذه المنظمة الدولية بمساهمة مؤسسات وقيادات دينية للمساهمة في بناء خطة دولية ترعاها المنظمة الدولية مع الدول الأعضاء، وهذا الإنجاز العالمي يحسب لمركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات والشركاء الفاعلين، مثل مجلس الكنائس العالمي والشبكة العالمية للأديان صانعي السلام ودعم الدول الأعضاء في الأمم المتحدة التي ساهمت في الاتفاق على هذه الخطة.
كما قدم ابن معمر شكره للأمم المتحدة ومؤسساتها المتنوعة لمساندة أعمال المؤسسات المشاركة، وعلى تفعيل دور القيادات الدينية للعمل مع صناع القرار السياسي لمواجهة العنف والكراهية.
وذكر ابن معمر أن مركز الملك عبدالله عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات أنشأ منصات حوارية للمؤسسات والقيادات الدينية للمساهمة في دعم مصالحات السلام والتعايش بين الجماعات الدينية, كما أن المركز يقوم بتدريب نشطاء للمساهمة في مكافحة الكراهية والعنف عبر شبكات التواصل الاجتماعي, كما ذكر أن المركز سوف يعلن قريبًا إقامة منصة حوارية هي الأولى من نوعها في العالم العربي بين المسلمين والمسيحيين. مؤكدًا أن جميع هذه البرامج والمشروعات هدفها ترسيخ التعايش وبناء السلام وتعزيز المواطنة المشتركة؛ ما يحقق الأمن والاستقرار لمختلف الأمم والشعوب في العالم.
وقد شهد اللقاء الدولي في نيويورك انطلاق الجلسة الأولى لأعمال هذه الخطة العالمية بحضور الأمين العام للأمم المتحدة، ومشاركة معالي الشيخ الدكتور صالح بن حميد عضو هيئة كبار العلماء وإمام وخطيب المسجد الحرام وقيادات دينية متنوعة بدعوة من مركز الملك عبدالله العالمي للحوار. وقد تحدث المشاركون في الجلسة الافتتاحية عن الجهود الدولية في هذا المجال، وموقف التعاليم الدينية والأنظمة العالمية من التحريض على العنف وارتكاب إبادات جماعية. واتفق الجميع على ضرورة قطع الطريق على المتطرفين والإرهابيين من استغلال الدين في نشر التطرف والكراهية وارتكاب أعمال وحشية. وقد تحدث الشيخ صالح بن حميد عن الرأي الشرعي في الإسلام حول العنف والتطرف والإرهاب واستغلال الدين في ذلك مؤكدًا أن الإسلام دين سلام وتعايش ورحمة، مشددًا على جريمة ربط الإسلام أو أي دين كان بالإرهاب أو التطرف، وموضحًا جهود المملكة العربية السعودية في هذا المجال، ومنها رعاية مركز الملك عبدالله للحوار العالمي مع الدول المؤسسة. وقد توجت جهود المملكة العالمية بإنشاء تحالف عالمي لمكافحة التطرف (اعتدال) ومركز الملك سلمان العالمي للسلام ومركز الحرب الفكرية ومركز مكافحة الإرهاب.. وأن المملكة العربية السعودية تقوم بجهود متنوعة، وعلى مسارات عدة، لمشاركة المجتمع الدولي مكافحة التطرف والإرهاب وتجفيف منابعه. وعُقدت بعد ذلك جلستان رئيستان، شارك فيهما أفراد ومؤسسات دينية إسلامية ومسيحية ويهودية وبوذية وهندوسية وغيرهم من الجماعات الدينية والثقافية المتنوعة في العالم. وقد اختتمت هذه الجلسات بالاتفاق على جميع بنود الخطة ومباركتها والاتفاق على العمل على التوعية بتطبيقها على نطاق دولي واسع.