جاسر عبدالعزيز الجاسر
بعض الدول يرتكب حكامها حماقات كما الأفراد، فالفرد منّا يشذّ في سلوكه وتصرفاته، ويرتكب حماقات لا تعود عليه بالخير بل تفرقه وتحاصره بالمشاكل وبدون فائدة، بل البعض يصرف على ارتكاب تلك الحماقات أموالاً طائلة وجهداً كبيراً وبلا معنى.
حكومة قطر إحدى تلك الدول التي دأبت على ارتكاب الحماقات، وهي من نوع الحماقات الكبرى، والتي تضاعف من فظاعة تلك الحماقات لتصل بها إلى مستوى الجنون.
وإذ كانت بعض الحكومات والأنظمة ترتكب الحماقات وتنفذ أعمالاً قذرة مقابل ما تحصل عليه من أموال، فإن حكام قطر يصرفون على الحماقات التي يرتكبونها، وهي أفعال أعجزت علماء الاجتماع السياسي والتحليل النفسي لمن يحكمون قطر، فالصرف وببلايين الدولارات واستنزاف ثروة أهل قطر وبلا فائدة تذكر وبلا هدف ومعنى حّير علماء الاجتماع والتحليل النفسي، فقد صرف حكام قطر منذ انقلاب حمد بن خليفة على أبيه عام 1995 حتى الآن أكثر من خمسمائة بليون دولار أمريكي، وجميعها صرفت لتمويل أعمال ومخططات لم يستفد منها القطريون ولا حتى من لهم علاقة بقطر، إذ اتجهت تلك الأموال لدعم الأعمال الإرهابية وتمويل المؤامرات والاضطرابات لتدمير استقرار الدول والأضرار بالشعوب الشقيقة والصديقة وهذا ما سيولد مشاكل ويحمل قطر مسؤوليات جسيمة في الحاضر والمستقبل، ففي الحاضر ستتضرر الدول وشعوبها من التعامل مع قطر الدولة والحكومة ويصيب أهل قطر ما يصيب حكامها إذ ستنظر تلك الدول وشعوبها إلى أهل قطر نفس نظراتها لمن يحكمهم والذي ارتضوا وأن يسكتوا على ما يقومون به من أعمال عدائية ضدهم فكيف يتصور أهل قطر موقف الليبيين وهم يرون حكومة قطر تمول الجماعات الإرهابية وترسل الأسلحة والأموال وتجند المرتزقة لقتل الليبيين وتدمير بلدهم وهو نفس الحال لدى المصريين الذين يشهدون كل يوم تقريباً عملاً إرهابياً وراءه حكومة قطر، وكيف تحتضن الدوحة قادة الإخوان الإرهابيين وتقدم لهم الأموال والمكان والأموال والأسلحة لقتل المصريين.
أبشع من ذلك كيف يرضى القطريون قيام حكومتهم لتمويل الإرهابيين في القطيف وإرسال الأسلحة لهم بتهريبها متعاونة مع عملاء إيران التي تستهدف فيما تستهدف أهل قطر والسعودية والبحرين والإمارات وكل العرب لتوسيع إمبراطوريتها الطائفية.
كيف يقبل القطريون وهم الذين يرتبطون مع أهل المملكة العربية السعودية بالمصاهرة والانتماء القبلي والملة الواحدة أن يقوم حكامهم بدعم من يعمل على محاربة الدين الصحيح والقضاء على الهوية العربية التي تمثلها القبائل العربية الممتدة جذورها إلى قطر من خلال انتماءاتها إلى أصولهم في السعودية والإمارات.
حماقات ستوصل حتماً قطر إلى مصير محرج ومظلم مثلما حصل لكثير من الدول حولها حكامها إلى دول فاشلة ومنبوذة بإصرارهم على مواصلة ارتكاب الحماقات كما يفعل من يحكمون قطر الآن سواء الذين في الواجهة أو الذين يحركونهم من خلف الستارة.