سلطان بن محمد المالك
يعد موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) أحد أكثر قنوات التواصل الاجتماعي انتشاراً حول العالم في الفترة الأخيرة، مستخدموه في تزايد مستمر ومنهم من يستخدمه إيجاباً ومنهم من يستخدمه سلباً وهذا ما أرغب أن استعرضه في هذه المقالة. وفي تصوري أن أحد أبرز قضايا المجتمع حالياً هي القضايا المتعلّقة بإساءة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي وأحدها تويتر، والتي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من الحياة اليومية لأفراد المجتمع. أصبح تويتر وسيلة للتواصل للكبير والصغير وللمتعلم وللجاهل، ولعل ما يطرح فيه في الآونة الأخيرة من إساءات بين الناس يدعونا إلى التفكير في تكثيف التوعية في استخدامه ومعالجة السلبيات التي طغت على إيجابياته.
الأعداء استغلوه لنشر الفوضى من خلال استخدام معرفات وصور وهمية توحي بأنها من الداخل، بينما هي تدار وتوجه من خارج الوطن للأضرار بوطننا الغالي. المتابع لما يدور في تويتر يجد أنه تجاوز حدود الأدب والأخلاق والعرف والدين، وبدأ البعض يستخدمه كمنصة لنشر الشائعات ولتوجيه كافة أشكال السب والشتم ومحاولة الانتقاص من الآخرين وتشويه صورتهم، ويبدو أن الجانب الأخلاقي والوازع الديني أصبح شبه معدوماً لدى كثير من المغرّدين. ولعل من أهم الأسباب أن وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة حولت كل شخص إلى رئيس تحرير يملك وسيلته الإعلامية الخاصة، يقول فيها ما يشاء دون حسيب أو رقيب، البعض يحسن استغلال هذه التكنولوجيا، والبعض الآخر أساء استخدامها بشكل لافت. رجل السياسة ورجل الدين ورجل المال والأعمال سحبهم تويتر السلبي وبدأنا نشاهد أموراً لم نكن نتمنى مشاهدتها من أناس ثقاة ولهم ثقلهم في المجتمع بسبب انجرافهم لموجة الدخول في تويتر السلبي.
علاج قضية الإساءة من خلال قنوات التواصل الاجتماعي تحتاج منا جميعاً إلى حملة تصحيح شاملة في البيت والمدرسة وفي وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، لا بد أن نرسخ في أذهاننا جميعاً أن إساءة استخدام تويتر وغيره من قنوات التواصل الاجتماعي هي جرائم معلوماتية مخالفة للدين والعرف والأخلاق الحميدة والقانون، وأن المسيء عرضة للعقوبات التي نص عليها النظام، علينا أن لا نساهم بنشر أي أخبار غير صحيحة وغير رسمية وأن نتجاهل كل الأخبار المسيئة، وعلينا أن نحمد الله ونشكره أن سخّر لنا هذه التقنية وأن نستثمرها بما هو مفيد.