د.عبدالعزيز العمر
لا يمكنك أن تتصور القلق والخوف والتوتر النفسي الذي يسيطر على الوالدين، عندما يذهب طفلهما المشخّص حديثاً بمرض السكري إلى مدرسته. السؤال الذي يدور حينها في ذهن والديه هو: هل سيجد طفلنا في مدرسته العناية والدعم لكي يتجاوز أي خطورة طارئة على صحته؟ هل سيكون السكري سبباً في حرمان طفلنا من الاستفادة القصوى من فرص التعلُّم المتاحة في مدرسته؟. من حيث المبدأ يجب أن لا يكون مرض السكري سبباً في استبعاد الطلاب السكريين من المشاركة في المناشط والبرامج التعليمية المدرسية، فهذا حق لهم تحفظه التشريعات التعليمية. إنني أتساءل: هل يعرف مدير المدرسة لدينا كم عدد الطلاب المصابين بالسكري في مدرسته؟ وهل لديه ولدى معلمي المدرسة معلومات كاملة موثقة عن خلفيات طلابهم السكريين الصحية والاجتماعية التعليمية؟ إذا كان الأمر كذلك فهذا مؤشر إيجابي. في المدارس الكندية - مثلاً - يتم مراقبة مستوى السكر في دم الطالب السكري من قِبل إداري تم تدريبه لهذا الغرض، كما يتم تدريب الطلاب على وخز أنفسهم بإبر الأنسولين. وتوفر المدرسة كل متطلبات معالجة حالات زيادة (Hyper) أو نقص (Hypo) سكر الدم عند الطلاب. ومن أهم مسؤوليات المدرسة تجاه الطلاب السكريين، تزويدهم بالمعرفة والإرشادات التي تعزز ثقافتهم الصحية عن مرض السكري، وتعريفهم بالعادات الغذائية الصحيحة المطلوبة منهم ليتجنبوا مضاعفات السكري. إنّ تجاهل تثقيف الطفل عن مرضه السكري، وعدم تعريفه بالعادات الصحية والغذائية السليمة، سيكون أثره مدمراً على مستقبله الصحي والتعليمي.
أخيرًا نسأل: هل وزارة التعليم مطمئنة حالياً إلى ما تقوم به مدارسها حيال الأطفال السكريين، أنا شخصياً ومن واقع خبرتي غير مطمئن.